أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن، تقرير التقييم السريع لقياس تأثير جائحة فيروس كورونا على العنف المبني على النوع الاجتماعي، والصحة، والحقوق الجنسية والإنجابية بين اليافعات في الأردن، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
اقرأ أيضاً : استطلاع: البريطانيون يخشون مغادرة منازلهم
واشار الصندوق في بيان اليوم الجمعة، إلى أنه قام بالتنسيق مع منظمة بلان إنترناشونال في الأردن، ومعهد العناية بصحة الأسرة التابع لمؤسسة نور الحسين، في شهر نيسان الماضي، بإجراء تقييم سريع لوضع الوباء في الأردن؛ لقياس تأثير الجائحة على العنف المبني على النوع الاجتماعي، والحقوق، والصحة الجنسية والإنجابية بين اليافعات والشابات في الأردن، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
وبُنيت نتائج الدراسة على مزيج من الأساليب الكمية والنوعية التي أجريت مع حوالي 400 شخص، حيث شملت 360 استطلاعا أجريت عن بعد، ازدياد العنف المبني على النوع الإجتماعي، وخاصة العنف المنزلي، منذ تفشي الوباء؛ حيث أجمعت الغالبية وبنسبة وصلت إلى 69 بالمئة من جميع المشاركين الذين شملهم التقييم، وكذلك من المبلّغين الرئيسيين والنساء والفتيات في مناقشات المجموعات المركزة، على أن العنف المبني على النوع الاجتماعي قد ازداد منذ بداية الوباء.
وأشارت النتائج إلى أن الوصول إلى خدمات العنف المبني على النوع الاجتماعي والصحة الجنسية والإنجابية أصبح أكثر صعوبة منذ انتشار الوباء، وأفادت النساء والفتيات المشاركات في المسح بأنهن يملكن معلومات أقل عن كيفية الوصول لهذه الخدمات خلال فترة الحظر مقارنة بما كان عليه الوضع سابقا بنسبة 10 بالمئة على الأقل لدى مختلف الفئات العمرية التي شملها التقييم.
وأظهرت نتائج التقييم، أن النساء والفتيات والرجال والفتيان في جميع الفئات العمرية يشعرون بمزيد من التوتر والقلق بسبب الوباء، حيث يعاني 71 بالمئة من الذين شملهم التقييم من القلق بسبب الوباء، في حين أعربت النساء البالغات على وجه الخصوص عن مستويات عالية من القلق بنسبة وصلت إلى 78 بالمئة.
ولفت التقييم إلى أن تقليص خدمات ومستلزمات الصحة الجنسية والإنجابية، بسبب الوباء يهدد بشكل كبير حقوق النساء والفتيات والشباب بهذا الخصوص، ما يستدعي الحاجة لإتخاذ إجراءات حازمة ومنسقة من جانب كل من الأمم المتحدة والمجتمع المدني والحكومة والجهات المانحة لضمان حماية وتمكّين النساء والفتيات في الأردن.
إلى ذلك، أكّدت الممثلة الجديدة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن انشراح أحمد، أن الصندوق سيعمل بالشراكة مع الحكومة الأردنية، وجميع الشركاء على ضمان أن تكون الأولوية هي للتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي، وعلى تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية كعمل منقذ للحياة خلال فترة الحجر الصحي الحالية وفي سياق حظر التجول داخل الأردن.
وأضافت أحمد، أن الصندوق سيواصل تقديم خدماته للمجتمعات المحلية من خلال منظمات المجتمع المدني، وذلك لدعم جميع الناجين من الاعتداء والعنف المبني على النوع الاجتماعي، وتنويع نهج الصندوق للتكيّف مع تعقيدات بيئة العمل بسبب الوباء.
بدوره، قال مدير معهد العناية بصحة الأسرة الدكتور إبراهيم عقل: أن معهد صحة الأسرة سيواصل المساهمة في الجهود الوطنية في الاستجابة لتبعات (كوفيد-19)، خاصة توفير الوصول الآمن إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، والتصدي للعنف الجنسي المبني على النوع الاجتماعي للفئات الأكثر ضعفاً من مجتمعات اللاجئين والمجتمعات المضيفة".
من جانبها، قالت مديرة منظمة بلان إنترناشونال- الأردن منى عباس: إنّ المنظمة ستواصل وضع احتياجات الفتيات والشابات وحقوقهنّ في صميم جهودها للاستجابة لأزمة (كوفيد-19)؛ من أجل ضمان سلامتهنّ ورفاههنّ، من خلال العمل مع المجتمعات المحلية والحكومة والشركاء.