قال رئيس جمعية العلوم النفسية، الدكتور عاطف القاسم، إن العنف الأسري ظاهرة إنسانية موجودة في جميع المجتمعات، لكن تغيرات عميقة شهدها المجتمع الأردني خلال الثلاثين سنة الماضية، أدت إلى خلق "خلخلة في الهيكل الاجتماعي".
وأعادت قضية وفاة طفلة تبلغ من العمر عامًا واحدًا، نتيجة تعرضها لحروق بليغة من قِبل والدها، ملف العنف الأسري إلى الواجهة، والذي ارتفع بنسبة 38% العام الماضي بعد تسجيل 58 حالة عنف أسري مقارنة مع عام 2022 الذي شهد تسجيل 42 حالة.
اقرأ أيضاً : مراسل رؤيا: مقتل رضيعة على يد والدها في إربد.. والأمن يحقق
وأوضح القاسم خلال حديثه لـ "رؤيا"، الخميس، أن ظاهرة العنف الأسري تعرف بأنها سلوك مندفع وحالة غير منضبطة، تظهر للشخص عندما يجد نفسه في موقف لا يستطيع التعامل معه، مشيرًا إلى أنه خلال عملية التربية لا يتم التركيز على إدارة الغضب والضغوط، مما يؤدي إلى استجابة نفسية متأزمة، وبالتالي ممارسة العنف بصورة تؤكد ذاتها.
وأشار إلى أن المجتمع الأردني يدخل العنف من ضمن البدائل الأولية، ويتم لجوء إليه كخيار أول، معتبرًا أنه من الضروري توفير بدائل حضارية مثل الحدائق والألعاب والنوادي الرياضية، لتفريغ الطاقة العدوانية بطريقة إيجابية.
وفي سياق تطوير استراتيجيات للتعامل مع إدارة الغضب والضغط النفسي والتوتر، اقترح القاسم تغليظ العقوبات على مرتكبي العنف، إلى جانب البحث عن وسائل ترويحية أخرى، بهدف علاج هذه المشكلة الاجتماعية المتفاقمة.
ودعا القاسم إلى ضرورة تدريب الأطفال في المدارس والجامعات على آليات إدارة الغضب والضغط النفسي والتوتر بصورة حضارية، لتعزيز التفاعل الإنساني والتخفيف من الفجوات في الاختلافات.
وتعتبر ظاهرة العنف الأسري تحدياً اجتماعيًا يتطلب تدخلاً فوريًا وجذريًا لمواجهته والحد من تفاقمه، من خلال جهود مشتركة تشارك فيها كل فئات المجتمع.