يترنح الاقتصاد الأمريكي بقوة على وقع التفشي المتسارع لفيروس كورونا المستجد الذي دفع بملايين الأمريكيين إلى البطالة، غير أن هذه الإحصاءات المقلقة لم ترتد سلبا حتى اليوم على الدولار الذي لا يزال في وضع قوي.
اقرأ أيضاً : القطاع الخاص غير النفطي بقطر عند أدنى مستوى منذ آب
وقد شهد مؤشر "دولار إندكس" الذي يقيس قيمة العملة الخضراء في مقابل سلة عملات أخرى، ازديادا بأكثر من 6 % مقارنة مع المستوى الأدنى لهذا العام في مطلع آذار/مارس.
وقد حقق سعر صرف الدولار ارتفاعا في مقابل اليورو بنسبة 3,5 % منذ الأول من كانون الثاني/يناير.
طلب مرتفع
ويعود الارتفاع في قيمة العملة الأمريكية قبل أي شيء إلى كونها الأكثر طلبا في العالم. ففي أوقات الأزمات التي يبحث خلالها المستثمرون عن ملاذات استثمارية آمنة، يبدو أن هذا الموقع يتعزز.
ويتحدث كيت جوكس المسؤول العالمي عن استراتيجية سوق العملات في مصرف "سوسيته جنرال" الفرنسي عما يسميه "امتيازا مفرطا للدولار".
ويلفت إلى وجود "أناس كثر يريدون باستمرار الحصول على الكثير من الدولارات. طالما أن الوضع كذلك سيكون ممكنا الاستمرار في إصدار الأوراق النقدية من دون إضعاف العملة".
ولهذا لم تؤد التدخلات المتكررة للاحتياطي الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي) في الأسابيع الماضية للتأكد من وجود سيولة كافية في السوق، إلى ارتفاع فعلي في قيمة الدولار.
ويقول جو مانيمبو من مجموعة "ويسترن يونيون" لتحويل الأموال "التدابير التي اتخذها الاحتياطي الفدرالي لتسهيل توفر الدولار والنفاذ إليه في العالم أدت في أحسن الأحوال إلى إبطاء وتيرة ارتفاع قيمة العملة"، لكن "الطلب على الملاذات المالية في الجو السائد راهنا أقوى من خطوات الاحتياطي الفدرالي".
والسبب الآخر في جاذبية العملة الأمريكية يكمن في الحاجة الملحّة لدى الشركات إلى الأموال النقدية في ظل تراجع إيراداتهم في جو الأزمة الحالي.
ويبقى الدولار في موقع قوي أيضا لكونه أكثر العملات تداولا في العمليات اليومية في سوق القطع النقدية في العالم.
ولذلك أعلن الاحتياطي الفدرالي منتصف الشهر الفائت تسهيل مبادلات العملات مع مصارف مركزية أخرى عدة لتمكينها من زيادة احتياطها من العملة الخضراء.
ويشير جوكس إلى أن هذا الطلب على الدولار يسجل خصوصا في البلدان النامية التي تستحوذ الديون بالدولار على القسم الأكبر من مديونيتها.
ويقول "لن تتمكن كل هذه الدول من الخروج بسهولة" من هذا الوضع.