اعلن المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان المسلمين المرخصة عن اطلاق مبادرة بعنوان" تعالوا الى كلمة سواء" بهدف توحيد الجماعة تحت مظلة القانون والدعوة الى تغليب مصلحة الوطن العليا وتصويب مسيرة الجماعة في ظل المتغيرات والتحديات والتحولات التي تعيشها المنطقة.
واصدر المكتب بيانا اوضح فيه مضامين المبادرة التي ارتكزت على ترحيب جمعية جماعة الإخوان المسلمين المرخصة بجميع أفراد الجماعة والعمل تحت مظلة القانون وبشكل، واضح وعلني دون ممارسة أي عمل سري، مغلبين مصلحة الأردن والانتماء الحقيقي للأردن على أي مصلحة أخرى واعتبار قضايا الأمة العربية والاسلامية قضايا محورية وهامة للجماعة تدعمها وتتعامل معها وفقاً للامكانات المتاحة بما يراعي مصالح الوطن على ان يتم على ضوء الاستجابة لهذه المبادرة إجراء انتخابات مبكرة لمجلس الشورى والمكتب التنفيذي وجميع الشعب.
وجاء في البيان "إن المراقب لطبيعة المشهد الذي يمر على الإقليم يرى أن الأدوات التي كانت تصلح لإدارة العمل سابقاً لم تعد صالحة في هذه المرحلة، اذ إن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها، ومن الطبيعي أن نتعلم من تجاربنا وأخطائنا، ومن تجارب غيرنا وأخطائه، وإن المراجعات بجرأة وشفافية، والاعتراف بالأخطاء وتصويبها أصبحت ضرورة واجبة على الحركة الإسلامية، لتكون نموذجاً لغيرها من الحركات والتجمعات الأخرى".
وخاطب البيان الجماعة غير المرخصة بالقول " لقد أدرك إخوانكم الذين بادروا لتصويب الجماعة المشهد السياسي الإقليمي قبل أكثر من سنتين بشكل عميق ودقيق، وأيقنوا أن تصويب الجماعة القانوني لتعمل كما بدأت بشكل واضح وجلي وعلني هو الضمانة الوحيدة لحماية الجماعة واستمراريتها، وقد حاول إخوانكم جاهدين أن يخطوا هذه الخطوة بجميع مكونات الجماعة وتياراتها معاً، ومن خلال قيادتها آنذاك، وذلك إيمانا منهم بضرورة المحافظة على وحدتنا ومحبتنا التي جمعتنا لسنين طويلة، ولكن آثر بعض الإخوة أن يتريثوا بقراءة المشهد واستبانته.
واضافت الجماعة المرخصة في البيان إننا إذ نقدر لكل مجتهد وجهة نظره التي انحاز إليها، ولا نزاود على أحد بحرصه ومحبته لهذه الجماعة، فإننا بذات الوقت وبعد أن انجلت الكثير من الحقائق التي كنا نتوقعها فإننا نرى أن الصورة قد بانت الآن للجميع، ولا نظن أن هناك من ظل يعتقد أن استمرار العمل بالشكل السابق متاح أو ممكن، كما أننا نعتقد أن فرصة التقاء جميع مكونات الجماعة ما زالت سانحة وقائمة، للتوحد من جديد، والعمل تحت مظلة القانون، خدمة لديننا ولهذا الوطن الحبيب وشعبه.
واضاف البيان" إن إخوانكم الذين صوبوا الجماعة لم يفرطوا بشيء من ثوابتها أو تاريخها، ولن يساوموا على مستقبلها بإذن الله تعالى، فتم ترخيص الجماعة بنظامها الأساسي نفسه، مع تعديلات إيجابية، وأهمها التعديلات التي تتعلق بعدم تبعيتنا للخارج، وهذا هو ما تبعَنا عليه إخوانُنا لاحقاً، فلم تعد هذه القضية نقطة خلاف، كما أن ترخيص الجماعة وعملها تحت القانون أصبح يطرح بجدية من إخواننا الذي عابوا علينا هذه الخطوة سابقاً، وعليه فإننا لا نجد سبباً يحول بيننا وبين إخواننا من الالتقاء على كلمة سواء، وتحت مظلة جماعتنا القانونية إلا إذا كان شيئاً من حظ النفس، وإننا نرى أنه قد آن الأوان لتقديم المصلحة الوطنية العليا ومصلحة الجماعة ومصلحة الشعب الأردني الذي طالما وضع ثقته بنا على كل مصلحة أخرى".
ومضى البيان" إننا ومن باب استشعارنا بمسؤولياتنا التاريخية فإننا في جماعة الإخوان المسلمين القانونية نتقدم لإخواننا في صف الجماعة في جميع أنحاء وطننا الكريم بمدنه وباديته ومخيماته وقراه بهذه المبادرة سائلين الله أن تحافظ على الجماعة وفكرتها وروحها وتاريخها، كما نسأل الله تعالى أن يتناولها جميع الإخوان بجدية، بعيداً عن المصالح الذاتية، وعن الاصطفاف الذي عصف بجماعتنا المباركة، وأوصلها الى ما وصلت إليه الآن.