يقال إن الإدمان على المخدرات يبدأ بتجربة شخصية بالتعاطي، قد تكون سيجارة الحشيش الأرخص ثمنا أو حبة مخدرة هي بداية الطريق الى عالم المخدرات والتي تنتهي بالإدمان في نهاية المطاف.
تظهر الأرقام الصادرة عن إدارة المعلومات الجنائية في مديرية الامن العام والبالغة 20055 ألف قضية، لعام 2020، مقارنة مع أرقام عام 2019 والبالغة 19500 ألف قضية، ارتفاعا ملموسا بقضايا المخدرات المضبوطة، وإعداد المتورطين بها من المتعاطين و التجار والمهربين إلا أن هذه الأرقام دفعت بالدولة إلى وضع تشريعات صارمة بحق مرتكبيها ،لتتماشى مع المتغيرات والتحولات المجتمعية ، ومؤخرا اقرت مجموعة من التعديلات على قانون المخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 2021.
اقرأ أيضاً : ارتفاع عدد جرائم المخدرات في الأردن خلال 2020
وعادة ما يكون الرقم الأكبر لقضايا المخدرات هو التعاطي، الأكثر انتشارا بين الأشخاص المحالين الى محكمة امن الدولة، والاستغراب الوارد من الاهل او كان صاحبه بيدخن وهو شم دخان السيجارة دائما " ابني بس دخن سيجارة مع صاحبه".
سيجارة الحشيش هل يمكن ان تكون سببا للوصول إلى إدمان المواد المخدرة وعلى اختلاف أنواعها وأسمائها، "رؤيا" سلطت الضوء على قضية "تعاطي المواد المخدرة" والتقت الخبير الأمني المتخصص بقضايا المخدرات انس الطنطاوي رئيس قسم التوعية والتثقيف سابقا في مديرية الامن العام، وخطورتها على الفرد نفسه والعائلة ومحيطه.
الطنطاوي فرق خلال حديثه بين متعاطي ومدمني المواد المخدرة، علميا الإدمان يجب أن يسبب اعتمادا نفسيا على المادة أو اعتماد جسدي أو كليهما، أي أن انقطاع المادة المخدرة يسبب مشاكل لدى الشخص المتعاطي للمادة المخدرة الأعراض الانسحابية "التكريزة" لدى المدمن.
بينما المتعاطي لا يكون قد وصل الى الاعتماد النفسي والجسدي، منوها الى ان تعاطي الهيروين يصل الى الإدمان بشكل سريع ولهذا يتم الفصل بين المتعاطي والمدمن حتى بالعلاج.
ومجرد تعاطي اول مرة لأي مادة مخدرة فإنه يكون قد وضع نفسه على أول الطريق ويمكن القول أن كل متعاطي هو مدمن.
اقرأ أيضاً : قانونية النواب تؤكد لرؤيا: من يتعاطي المخدرات للمرة الأولى سيعاقب وسيتم حبسه - فيديو
وقال الطنطاوي ان تعاطي مادة الحشيش يؤدي الى الإصابة بالكثير من الامراض الجسدية والنفسية، فنلاحظ ان المدمن على هذه المادة يصاب بالقيء والغثيان وزيادة نبضات القلب ويؤدي كذلك الى الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي والذي قد يؤدي الى الإصابة بسرطان الرئة.
كما يصاب المتعاطي لمادة الحشيش بانفصام الشخصية وذلك بعد فترة زمنية من التعاطي وكذلك قلة التركيز وعدم السيطرة على النواحي الفكرية والعقلية ،هذا بالإضافة الى اختلال الذاكرة والهلوسة والتوتر العصبي والاكتئاب.
وتابع لذلك ندرك أن الشخص المتعاطي لمادة الحشيش المخدر لا يمكنه السيطرة على تصرفاته لعدم قدرته على التركيز وعدم إدراكه لكنه تصرفاته، وحتما سيقوده الى القيام بكثير من الأعمال غير الطبيعية والملفتة للانتباه ويؤدي الحشيش الى حالة الاعتماد النفسي.
وقال الطنطاوي عادة ما كان يطرح علينا خلال العمل سابقا كضابط في إدارة مكافحة المخدرات ،تساؤلات من طلاب الجامعات حول عدد الجرعات التي يقال انها توصل الشخص للإدمان وكنا نرفض الإجابة لأن هذا الأمر يعد بمثابة اللعب بالنار لو تم تقديم إجابة.
وأضاف أن متعاطي سيجارة الحشيش يمكن أن يصبح مدمن، ومشكلتنا في الأردن بالحشيش، ووفق الدراسات التي كانت تجرى مع المتعاطين في الأردن كانوا يشيرون إلى أن بداية تعاطيهم كانت الحشيش وليس الجوكر.
وأشار إلى أن متعاطي الحشيش لا يمكن أن يبقى على الحشيش لوحده، وبعد مرور وقت يصبح لديه رغبة بزيادة جرعة الحشيش نفسها كما يصبح لديه رغبة بتغيير المادة المخدرة، وفي هذه الحالة يعمل مروج المخدرات على إقناع المتعاطي الذي اعتاد الشراء منه بتغيير الى الحشيش الى نوع اخر كالجوكر المخدر أو الكريستال بحجة انقطاع الحشيش.
ويقوم في مثل هذه الحالات مروج المخدرات بتقديم سيجارة جوكر للمتعاطي لتجربتها، والذي يصل الى رغبته، ونجده في اليوم التالي يحضر من أجل شراء النوع الجديد من المخدر.
واكد الطنطاوي ان شراء الحشيش المخدر يعد مشكلة بالأساس للمتعاطي نفسه، فنجده يقوم بالبحث عن المروج والذي يذهب شخصيا الى مكان المروج للحصول على المخدرات، كما يبحث عن آلية للحصول على المال لغايات الشراء.
ولفت إلى أن المواد الداخلة في تركيبة الحشيش هي من تساعد المتعاطي على تعاطيه موضحا ذلك أن الحشيش تدخل بتركيبة مادة (تي اتش سي) مهبطة للجهاز العصبي إذا أخذ بكميات كبيرة يصبح مادة مهلوسة والخبراء يعرفونها بالمهلوسة و"الحشاش" عادة يقوم بشراء كمية منها ،لا يوجد مادة في العالم تجمع هاتين الخاصيتين مهبط ومهلوس إلا الحشيش.
اقرأ أيضاً : جدل حول قانون المخدرات والمؤثرات العقلية في الأردن
واشار خلال حديثه إلى أن متعاطي الحشيش المعروف بـ"الحشاش" قد يعتبر شخص خطر لا يمكن ائتمانها على دخول المنزل، فهو بحاجة الى وجود شخص واع بجانبه تجنبا لوقوع أي اعتداء، فأحيانا لا يستطيع إدراك مدى القرابة بينه وبين الشخص الذي يقف أمامه حينها قد يقع أي نوع من الاعتداء، وهذا مرتبط بالسلوك الادماني.
وعما إذا كان التعامل مع المدمن يختلف عن المتعاطي قال الطنطاوي لا يوجد اختلاف، عندما يحضر إلى مركز العلاج يتم فحصه وادخاله الى مركز العلاج، وقانونا يتم الإحالة إلى محكمة أمن الدولة.
وعن ارتباط المخدرات بجرائم قد تقع على المال أو سلامة الجسد قال هي علاقة واضحة وهي جرائم تقع على الأموال والنفوس البشرية والأعراض، والمتعاطي يريد الحصول على المال بأية طريقة، اذ يبدأ بداية بسرقة افراد منزله والده والدته واشقائه وشقيقاته، ثم يبدأ بسرقة المحيطين منه كالجيران.
وأشار إلى وجود ارتباط بين التاجر والجرائم الأخرى الذي يستخدم بها العنف والاجرام كحمل السلاح حتى يدافع عن نفسه ويحمي ماله غير المشروع في هذه الحالة يلجأ إلى ارتكاب الجريمة.
وقال اذا كان هناك من يرتكب الجريمة تحت تأثير المادة المخدرة كحجة، فإن القانون الأردني يعاقب بذات العقوبة ،ولا يعفيه من العقوبة وفي كثير من القضايا يعاقب بعقوبة مشددة.