أكد وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات، أن الوزارة حريصة على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والعمل بشكل تشاركي مع غرفة تجارة عمان لبث روح الطمأنينة بين أصحاب الأعمال والأفراد أيضاً، مبينا انها تولي الشأن الاقتصادي جُل الاهتمام عند تبنّيها لأية توصية تتعلق بإجراءات التخفيف من تفشي فيروس كورونا.
ولفت الى ان اول التحديات التي واجهت الوزارة هو اتخاذ إجراءات عملية وفورية لاستبعاد فرض حظر شامل لفترات طويلة، الأمر الذي يؤكد أهمية الدور الذي يؤديه القطاع الخاص في استدامة تنمية الاقتصاد الوطني وتحسين المستوى المعيشي للأفراد.
وحذر عبيدات من التسرع باتخاذ أي قرار بعودة فتح القطاعات المغلقة مرة واحدة كون الضرر قد يكون كبيرا على البلد، وسيكون القطاع الخاص أكبر الخاسرين من فشل جهود احتواء الفيروس وارتفاع اعداد الإصابات بشكل كبير.
اقرأ أيضاً : عبيدات للأردنيين : جرعات "فايزر" ضد كورونا ستصلنا بهذا الموعد
واشار إلى أن قرار السماح للقطاعات الاقتصادية الموقوفة بالعودة لممارسة أعمالها هو قرار تشاركي بين مجموعة من الجهات الرسمية المعنية وليس حصراً بوزارة الصحة أو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة.
وبين عبيدات، ان الوزارة ستقوم بدراسة العودة التدريجية لفتح القطاعات بالتشارك مع الجهات المختصة للخروج برأي توافقي يأخذ بالاعتبار التوصيات المطروحة والمبنيّة على دراسات علمية وعملية وفي مُقدمتها الجانب الصحي، وذلك تجنباً للعودة للمربع الأول من إجراءات منع تفشي الوباء.
وطالب مجلس ادارة غرفة تجارة عمان السماح للقطاعات الموقوفة عن العمل بالعودة لممارسة نشاطاتها ضمن شروط ومعايير وبروتوكولات معتمدة من لجنة الأوبئة، وتقديم ضمانات لتطبيقها وتشديد العقوبات على غير الملتزمين.
وأشار المجلس إلى أن القطاعات التجارية والخدمية التي ما زالت موقوفة عن العمل هي: محال الألعاب الإلكترونية والكهربائية والنوادي الصحية والرياضية وتنظيم المعارض والمؤتمرات وصالات الافراح والمناسبات والقطاعات المساندة لها ودور السينما والمسارح، وتقديم الأرجيلة بالمقاهي والمطاعم .
وجدد المجلس مطالبته بالغاء الحظر الشامل المفروض يوم الجمعة للحد من الازدحامات التي تشهدها الاسواق يومي الخميس والسبت، الى جانب خفض ساعات الحظر الجزئي لتقليل خسائر بعض القطاعات وبخاصة المطاعم.
وطالب المجلس خلال لقائه الخميس، وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات، بحضور أمين عام وزارة الصحة مسؤول ملف كورونا الدكتور وائل الهياجنة السماح للمطاعم ومحال "السوبر ماركت" والمخابز بتقديم خدمة التوصيل خلال ساعات الحظر.
وحسب بيان صحفي للغرفة الجمعة، دعا المجلس الى وضع مدد زمنية محددة لعودة بعض القطاعات الموقوفة عن العمل لممارسة نشاطها التجاري والخدمي، خوفا من خسارة استثماراتها المقدرة بمئات الملايين، إضافة إلى مساهمتها بتشغيل مئات الآلاف من الأيدي العاملة المحلية.
وأشار المجلس خلال اللقاء الذي عقد بمقر الغرفة، الى ان القطاعات الموقوفة عن العمل تعرضت لخسائر مالية كبيرة هدّدت استمرار بعضها في الاسواق، وعرضت آخرين إلى الإفلاس وإعلان التوقف عن العمل.
من جانبه، تحدث الدكتور الهياجنة عن أبرز الانجازات التي تحققت خلال الفترة القصيرة الماضية وابرزها رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية وزيادة عدد أسرة العزل وأسرة العناية الحثيثة.
وقال الدكتور الهياجنة "رغم وجود تراجع طفيف على اعداد الإصابات إلّا أنه يجب على الجميع الالتزام بأوامر الدّفاع، واتّباع معايير السلامة والوقاية وارتداء الكمّامات ومراعاة التباعد الاجتماعي لضمان التراجع في أعداد الإصابات"، مؤكدا أهمية قيام غرفة تجارة عمان بدور توعوي لأعضائها والعاملين لديهم.
الى ذلك اشار رئيس الغرفة خليل الحاج توفيق، الى ان زيارة الغرفة تؤكد اهمية تعزيز التشاركية بين وزارة الصحة والقطاع الخاص للتوافق على البروتوكولات المتبعة لممارسة الأنشطة الاقتصادية كل حسب اختصاصه، مشددا على اهمية تعاون الجميع لتحفيز الاقتصاد الوطني، ووقف الاضرار التي طالت العديد من القطاعات الاقتصادية جراء الجائحة.
وتوافق الطرفان على عقد لقاء قريب يجمع القطاعات التجارية والخدمية المتضررة مع لجنة الأوبئة الى جانب قيام الغرفة بتزويد الجهات المعنية بالبروتوكولات المقترحة لعودة القطاعات الاقتصادية الممنوعة والمتوقفة من العمل لدراستها واتخاذ القرار المناسب بشأنها بأسرع وقت ممكن.
كما تم الاتفاق على دراسة كافة مطالب الغرفة وخاصة تمديد ساعات العمل وايام الحظر والتنسيق والتشارك بين الطرفين في بث الرسائل الصحية والتوعوية من قِبل الغرفة بطريقة فاعلة ومؤثرة لمختلف شرائح المجتمع .
وفي نهاية اللقاء، سلم الحاج توفيق الدكتور عبيدات درع الغرفة باسم منتسبيها ومجلس ادارتها والعاملين فيها تكريما لأرواح شهداء الواجب من الكادر الطبي والتمريضي الذين قضوا في مواجهة وباء فيروس كورونا وتقديرا لجهود كل من يقف في خط الدفاع الأول من كوادر وزارة الصحة والتقصي الوبائي ولجنة الأوبئة.