فيما يلي خمسة أمور يجب معرفتها عن بولندا، الدولة التي تعود جذورها لآلاف السنين وأصبحت الآن القوة الاقتصادية السادسة في الاتحاد الأوروبي وتنتخب رئيسها الأحد في اقتراع تأخر بسبب وباء كوفيد-19 وشكوك قانونية.
دولة القانون
واجهت إصلاحات النظام القضائي التي أدخلها المحافظون القوميون الذين يحكمون البلاد منذ 2015 بقيادة ياروسلاف كاتشينسكي، انتقادات حادة من المعارضة وتدابير من قبل المؤسسات الأوروبية والدولية القلقة بشأن دولة القانون في بولندا.
اقرأ أيضاً : بولندا تسجل زيادة حادة في حالات الإصابة بكورونا
وترى المفوضية الأوروبية في هذه الإصلاحات محاولة لإضعاف استقلالية القضاة.
وانتقدت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا بشدة هذه التعديلات.
وقالت لمجلة دير شبيغل الألمانية الأسبوعية في بداية العام "إنه ليس إصلاحا، إنه تدمير".
منذ عام 2017، بدأت المفوضية الأوروبية باتخاذ أربعة تدابير تتعلق بالانتهاك ضد الإصلاحات القضائية لحزب القانون والعدالة.
اقتصاد منمق
تدين بولندا بالنمو المستمر والمذهل منذ سقوط النظام الشيوعي في عام 1989 حتى ظهور الوباء، من بين أمور أخرى، لصندوق الإتحاد الأوروبي الذي انضمت له في عام 2004.
والبلد زراعي بامتياز، فهو المنتج الأوروبي الأول للدواجن والتفاح والمشمش الأسود والفطر. كما تنتج، بفضل رخص اليد العاملة نسبيا، بكثرة الأجهزة الكهربائية والأثاث. وتؤمن شاحناتها نحو ثلث النقل البري الدولي في الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع الحكومة البولندية ألا يتجاوز انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بسبب الوباء 4 بالمئة.
ألعاب فيديو
حقق البولنديون نجاحات واسعة في ألعاب الفيديو المعقدة، مثل "ذا ويتشر" و"ذيس وور اوف ماين" و"داينغ لايت".
ويصنف المنتج المقبل لشركة سي دي بروجكت ريد وهو "سايبر بانك 2077" الذي سيصدر في خريف 2020 بأنه "اللعبة الأكثر انتظارا" حول العالم.
وستحمل إحدى الشخصيات الرئيسية في اللعبة ميزات وصوت الممثل الكندي كيانو ريفز، الذي اشتهر بأدواره في "ماتريكس" و"جون ويك".
كنيسة قوية، ولكن ليس كالسابق
يقول أكثر من 90 بالمئة من البولنديين أنهم كاثوليك، ويشارك أكثر من 38 بالمئة منهم في قداس يوم الأحد.
لكن صورة الكنيسة تأثرت بفضائح التحرش الجنسي بالأطفال، ويعارض اثنان من أصل ثلاثة بولنديين تدخلها في الحياة السياسية. لكن قسما من الأساقفة يدعم اليمين القومي الحاكم، وبخاصة في محاربة "ايديولوجيا مجتمع الميم".
وإذ تحظى الكنيسة بتأثير عال في الأرياف، إلا أنها أقل تأثيرا في المدن الكبرى، حيث ينخفض عدد الأطفال الذين يتلقون دروسا في الدين المسيحي من عام لآخر (78 بالمئة في التعليم الابتدائي في وارسو، 45 بالمئة في التعليم الثانوي).
الماضي اليهودي
كانت بولندا لفترة طويلة البلد المضيف لليهود الذين طردوا من أوروبا الغربية في العصور الوسطى. وأطلق على البلد في القرن الثامن عشر اسم "جنة اليهود".
ومع زوال بولندا في نهاية القرن الثامن عشر، أصبح سكانها ضحية للقيود الرسمية والمذابح.
ولدى استعادة بولندا استقلالها عام 1918، كان عدد اليهود يبلغ 10 بالمئة من عدد السكان. وتوجب عليهم مواجهة معاداة السامية المتزايدة.
وخلال الحرب العالمية الثانية، قام المحتل النازي بإبادة ثلاثة ملايين يهودي بولندي خلال المحرقة، أي 90 بالمئة من اليهود.
بعد الحرب، هاجر عشرات الآلاف من اليهود، مدفوعين خاصة بحملة معادية للسامية شنها الحزب الشيوعي في عام 1968. وتضم الجالية اليهودية في بولندا حاليًا ما بين 8 آلاف و 12 ألف شخص.