رؤيا في هذا العام ستأخذكم في جولة لبعض الدول العربية والإسلامية لنتعرف على بعض العادات الرمضانية في تلك الدول..واليوم ستكون وجهتنا إلى القوقاز وتحديداً جمهورية أذربيجان.
في بلاد البحيرات كما تسمى يبدأ الأذريون بالاستعداد لشهر رمضان منذ منتصف شهر شعبان حيث يبدأون بتزيين المساجد والمنازل يتبارى الشباب في تزيين الشوارع الرئيسة بأشكال رائعة وتنظيم السكان سباقات للخيل، وهي عادة أصيلة لديهم.
مع دخول الشهر الفضيل يبدأ عند الشعب الأذري عادة (النذور)، وهي الوفاء بالنذور. فإذا كان أحدهم قد قطع على نفسه نذراً عندما كان واقعاً في أزمة ما، فإنه يوفي بنذره خلال هذا الشهر الكريم، سواء بزيادة العبادة، أو بكثرة الدعاء، أو بنذر صيام أيام أخر بعد رمضان.
اقرأ أيضاً : عادات رمضانية وأكلات شعبية في "سوريا" - فيديو
إحدى العادات الرمضانية لدى الشعب الأذري هو الطبق الزائد فعند جلوس العائلة مائدة الإفطار في شهر رمضان، يُلاحظ دوماً وجود طبق زائد عن أفراد الأسرة، وذلك تحسباً لوصول أي ضيف عند الإفطار ويسمونها بـ(طبق الغائب).
بعد صلاة العصر كل يوم يقوم أحد الأشخاص من كبار السن أو ممن يقرأون العربية، بتلاوة القرآن أمام الشباب الذين لا يفهمون العربية ويشرح لهم معاني الآيات من خلال ترجمتها إلى اللغة الآذرية.
أما موائد الإفطار في رمضان فيتناول الأذريون التمر والماء على الإفطار، ثم يصلون المغرب وبعدها يأكلون طعامهم مثل طبق الشوربة الذي يعتبر ضروريا وأساسياً في المائد، بالإضافة إلى أكلة (الضلحة) وهي عبارة عن لحم الضأن وورق عنب والبصل اليابس والخضراوات المقطوعة والفلفل والملح والحمص وكذلك طبق القاوورما المكون من لحم البقرة والدجاج والبيضة وشحم اللية ولحم الطيور والسمك والطحين والبصل والفواكه المجففة والبهارات والزعفران والخضراوات.
أما الإفطار الفاخر الذي يقام في بعض الأيام المعينة فهو سمك كوكو الذي يتكون من الكرب والشبوط والحفش الأبيض غير السمين، وتعد هذه الوجبة اللذيذة أرقى أنواع المأكولات الأذرية.
تقام يومياً أمسيات دينية في مساجد أذربيجان،حيث يصلي الأذريون صلاة العشاء والتراويح،وبعدها يجلس الخطباء ويلقون دروساً دينية لمدة نصف ساعة وبعدها يغادر الناس إلى بيوتهم استعداداً للسهرة الرمضانية و تناول السحور.
كما يتميز رمضان في أذربيجان بإقامة السلطات الأذربيجانية والسفارات العربية موائد الإفطار الضخمة في الساحة الرئيسة في العاصمة باكو،ويجتمع في هذه الموائد المسؤولين والسلك الدبلوماسي في أذربيجان وكذلك عامة الشعب الأذري.