تقرير حول مؤشرات واتجاهات الإرهاب العالمي في 2019

الأردن
نشر: 2020-01-19 13:32 آخر تحديث: 2023-06-18 12:32
الصورة أرشيفية
الصورة أرشيفية

للسنة الثالثة على التوالي يقوم مركز شرفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب ،عمان-الأردن بإصدار ونشر التقريرالسنوي حول مؤشر واتجاهات الإرهاب العالمي الذي يتناول بالتحليل الموضوعي أهم مؤشرات واتجاهات الإرهاب في العالم.

يهدف التقرير الى التوعية المجتمعية، ونشر ثقافة مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وتزويد صانع القرار والخبراء ومراكز البحث والدراسات ومؤسسات المجتمع المحلية والعالمية بالدراسة والتحليل الموضوعي والدقيق  لظاهرة الإرهاب العالمي واتجاهاته المستقبلية بما يساعد ويساهم في دراسة هذه الظاهرة والتصدي لها بشتى السبل وحماية السلم العالمي .

كما يعالج التقرير من "منظور كلانّي" ظاهرة الإرهاب العالمي بكافة أشكاله وأنواعه، الذي تمارسه كل من الجماعات، والمنظمات والأفراد لتحقيق أهداف سياسية مهما كانت ايديولوجيتها أو أهدافها أو دوافعها وفق التعريف الإجرائي للإرهاب العالمي الذي يعتمده مركز شرفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب ؛ وهو( العنف أو التهديد به الذي  تمارسه "الأطراف الفاعلة من غير الدول" ويستهدف المدنيين، وموظفي الدولة والممتلكات لتحقيق أهداف سياسية ).

 ومنعاً للالتباس فإن تقرير المركز لا يتحدث عن"إرهاب الدولة" بل يقتصر على الجماعات والمنظمات الإرهابية والأفراد ضمن فئة الذئاب المنفردة في العالم.

يعتمد التقرير في الأرقام والإحصائيات فقط ، على "مؤشر الإرهاب العالمي" الذي يصدره سنوياً معهد الاقتصاد والسلام Institute for Economics & Peace (IEP)  ، حيث أن المؤشر المنشور لعام 2019 يقيس الإرهاب للعام المنتهي 2018م وهكذا في كل سنة.

وتوصل التقرير الصادر عن المركز إلى نتائج عدة في مقدمتها:

انخفاض العدد الإجمالي للعمليات الإرهابية وضحايا الإرهاب للعام الرابع على التوالي.

هزيمة وانهيار أسطورة  تنظيم داعش ومقتل زعيمه وعدد كبير من قيادات التنظيم.

عولمة الرقعة الجغرافية للإرهاب حيث زاد عدد الدول التي تعرضت للإرهاب .

استمرار الدول العربية والإسلامية بتصدر المراتب العشر الأولى على مؤشر الإرهاب العالمي.

تتصدر ليبيا والصومال وأفغانستان أكثر دول العالم خطورة كوجهات للسفر .

ارتفاع نسبة إرهاب اليمين القومي المتطرف في أوروبا وأمريكا بشكل كبير

تزايد مشاركة النساء في العمليات الإرهابية والعمليات الانتحارية

 تزايد خطورة  مشكلة عودة "المقاتلين الإرهابين الأجانب" ودخول تركيا كلاعب رئيس في تطورات الملف

 انخفاض الخسائر الاقتصادية للاقتصاد العالمي الناتجة عن الإرهاب للعام الثاني على التوالي.

إن توسع وتعوّلم الإرهاب الذي طال 103 دولة في العالم،  يؤكد حاجة المجتمع الدولي لاستمرار التعاون ومشاركة المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب.

أما فيما يتعلق بالتوصيات فكانت كما يلي:

ضرورة مشاركة كافة "الأطراف الفاعلة" في المجتمع من الدول، ومؤسسات المجتمع المدني في استراتيجيات مكافحة الإرهاب.

أهمية الدمج بين المقاربات والأساليب الأمنية والعسكرية (الخشنة) والمقاربات (الناعمة) في استراتيجيات مكافحة الإرهاب . 


اقرأ أيضاً : مقتل عشرات الجنود اليمنيين بقصف حوثي على مسجد داخل معسكر بمأرب


خارطة الإرهاب العالمي عام 2019م

 انخفض العدد الكلي لقتلى العمليات الإرهابية 2019م بنسبة 52% مقارنة مع ذروته عام 2014م وذلك للسنة الرابعة على التوالي حيث بلغ العدد الإجمالي لقتلى العمليات الإرهابية   (15952) ضحية، حيث يعزى سبب الانخفاض بشكل رئيس لانخفاض العدد الكلي لقتلى الإرهاب في العراق ثم الصومال.

شهدت خارطة الإرهاب العالمي عام 2019م الكثير من المؤشرات والاتجاهات الإيجابية بعد سنوات الجمر والرماد التي واكبت انطلاقة موجة إرهاب تنظيم داعش الذي وصل ذروته عام 2014م حينما أعلن خلافته المزعومة واستولى على مساحات أراض في سوريا والعراق أكبر من مساحة بريطانيا . 

فقد شهد عام 2019م أهم حدثين في مسيرة الإرهاب العالمي الاسلاموي على صعيد تنظيم داعش ،الأول هزيمة تنظيم داعش في معاقله الرئيسة في سوريا وتشتته وذوبانه  في العراق، والثاني  مقتل زعيم التنظيم وعدد من القياديين المهمين في التنظيم ، وقد تجلى هذا الأمر في انخفاض عدد قتلى العمليات الإرهابية التي تنسب الى داعش بنسبة 69% وانخفض عدد عمليات التنظيم بنسبة 63% عام 2019م . وانخفض العدد الكلي لأعضاء التنظيم في سوريا والعراق  من(70000) مقاتل الى ( 18000) مقاتل عام 2019.

من ناحية اخرى ؛ ومع من أن ظاهرة الإرهاب العالمي قد شهدت بعض الانحسار، الا ان خارطة الإرهاب قد شهدت  بعض الاتجاهات السلبية؛ وعلى رأسها أنه بالرغم من انخفاض عدد القتلى الناجم عن العمليات الإرهابية إلا أن نطاق العمليات الإرهابية قد توسع وتعوّلم أكثر حيث طال الإرهاب ما مجموعه 103 دولة في العالم بواقع( عملية ارهابية واحدة على الاقل )، الامر الذي يعني ويؤكد على حاجة المجتمع الدولي لاستمرار التعاون في مكافحة الإرهاب.

إن أحد أهم الاتجاهات السلبية والخطيرة للإرهاب هذا العام 2019وخلال العقد القادم ، (تمت الاشارة اليه في تقرير السنة الماضية 2018م )؛ هو زيادة خطورة "الإرهاب الأبيض" أي إرهاب "جماعات اليمين المتطرف" وما يسمى اليمين البديل في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية  وأستراليا والجزر ، ودليل ذلك ارتفاع نسبة عمليات "اليمين المتطرف" بنسبة هائلة بلغت(320)% خلال السنوات الخمس الماضية ، وقد بلغ عدد قتلى العمليات الإرهابية التي تنسب لليمين المتطرف (77 )قتيل حتى أيلول 2019 .

مع الإشارة الى أن هذا النوع من الإرهاب كان أكثر خلال العشر سنوات  الماضية ،  حيث سجل ( 322 )عملية إرهابية تنسب الى جماعات اليمين المتطرف ، مقارنة بما مجموعه ( 1,677) عملية خلال العشر سنوات بين عام (1980-1970). كما أن (60) % من عمليات اليمين المتطرف خلال الفترة ما بين (1970-2018) نفذها أفراد ليس لهم ارتباطات تنظيمية محددة مع جماعات اليمين المتطرف، أي ذئاب منفردة،  مقارنة ما نسبته (10)% فقط نفذها أفراد ينتمون تنظيمياً لجماعات اليمين المتطرف.

كما يلاحظ بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية والأجهزة الاستخبارية فيها بدأت ومنذ بداية عام 2019م تحديدا، التحذير من خطورة هذا النوع من الإرهاب، والاهتمام به على كافة الصعد خاصة في مجال البحث والدراسة الأكاديمية،  خاصة بعد العملية الإرهابية التي جرت  في المساجد في نيوزيلندا الجمعة 15اذار /مارس  2019 ، حيث أُطلقت النيران  من قبل (برينتون تارانت) وهو شخص متطرف ، من اليمن البديل ،  داخل مسجدي النور ومركز لينود الإسلامي في مدينة كرايستشرش ونتج عنهُما العديد من الإصابات و 50 من الوفيات.

كما انه من الاتجاهات السلبية الجديدة هذا العام، هو تزايد مشاركة النساء في العمليات الإرهابية والعمليات الانتحارية، حيث تشير البيانات انه خلال الفترة ما بين (1985- 2018) كان هناك      ( 300) عملية إرهابية شاركت فيها النساء بواقع (أمرأه واحدة على الأقل ) تسببت بمقتل (3000 ) شخص في العالم، حيث تنامى وتسارع هذا الاتجاه خلال السنوات الخمس الماضية    ( 2013-2018) بنسبة كبيرة جدا بلغت( 450) % ؛  ويلاحظ بأن (80) % من هذه العمليات نفذتها النساء في تنظيم بوكو حرام في نيجيريا والدول المجاورة لها . وعلى العكس من ذلك  فقد انخفضت مساهمة الرجال في العمليات الانتحارية بنسبة (47) % خلال نفس الفترة .

أخبار ذات صلة

newsletter