توصلت دراسة حديثة، إلى إن هناك علاقة إيجابية بين الثروة والرضا في الحياة، لكن المثير للاهتمام أن تجربة السعادة التي يتمتع بها الأثرياء قد تنبع بشكل كبير من كيفية قضاء وقتهم وليس من الأشياء التي يشترونها.
الأغنياء أسعد الأشخاص من الناحية الإحصائية. والتمعن بحياة الأثرياء متعة مليئة بالذنب. كما تقول الكاتبة دون تيه في تقرير لها نشره موقع "ميديوم" الأمريكي، فنحن نحب أن نكرههم، ونتصفح حسابات إنستغرام الخاصة بهم ونقرأ عما يشترونه، وماذا يفعلون، وأين يذهبون. وفي قلب هذا الفضول، تكمن الرغبة بالعثور على إجابة للسؤال: هل هم أكثر سعادة منا حقا؟
التمعن بحياة الأثرياء
وفي الدراسة التي اعدت في هولندا، ونشرتها مجلة علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية، استطلع الباحثون أكثر من ثمانمئة مليونير في هولندا إلى جانب عينة تمثيلية على المستوى المحلي تضم حوالي 1200 شخص.
وقارنوا كيف قضى الفريقان وقتهم في العمل وفي أنشطتهم اليومية، إضافة إلى الرضا العام عن حياتهم.
اقرأ أيضاً : باستثناء الصين .. تراجع عدد المليارديرات في العالم
هناك اختلافات أقل مما كان متوقعا. فعلى سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالأنشطة اليومية، قضى كلا الفريقين نفس القدر من الوقت في الطهي والتسوق. لكن الأغنياء قضوا وقتا أقل في رعاية الأطفال ومدة أطول في الأعمال المنزلية.
نوعية أوقات الترفيه
وكانت أحد الفوارق الرئيسية في نوعية أوقات الترفيه التي شاركت فيها هذه المجموعات. فرغم أن الأغنياء كانوا يقضون نفس القدر من الوقت الذي يقضيه أي شخص آخر في أوقات الترفيه، فإنهم كانوا يستغلون هذا الوقت للقيام بأنشطة مثل ممارسة الرياضة والهوايات والتطوع، على عكس الأنشطة السلبية كمشاهدة التلفزيون، والقيلولة، وعدم القيام بأي شيء للفريق الآخر.
الكماليات للجميع
اختلفت المجموعات أيضا بطريقة عملها، ففي حين أن الأغنياء عملوا بنفس المقدار الذي كان يعمل به عامة السكان، فإنهم كانوا يتمتعون بمزيد من الاستقلال في وظائفهم.
والعبرة من هذه التجربة أنه عندما تُلغى القيود المالية، ينجذب الأشخاص للأنشطة الترفيهية النشطة واستقلالية الوظيفة.
ورغم أن المال يجعل هذين الهدفين أكثر قابلية للتحقيق، فإن أصحاب الدخل المحدود بإمكانهم دمجهما في حياتهم من خلال بدء مشروع عملي، أو قضاء بعض الوقت في القراءة للأطفال المحرومين، أو تنفيذ حل إبداعي لمشكلة في العمل. هذه الكماليات ليست مخصصة للأثرياء، فلماذا لا تستمتع بها الآن؟
جمع العمل أو المتعة
وخلصت الكاتبة للقول إن أولئك الذين "يمتلكون كل شيء" لا يبحثون عن حياة خالية من العمل والواجبات، ولكنهم يجدون طرقا لقضاء وقتهم بشكل هادف، سواء في العمل أو المتعة. إنهم يفعلون ذلك فقط في منازل أجمل.