العوائق الرئيسية امام اتفاق الهدنة في سوريا

عربي دولي
نشر: 2016-09-10 14:12 آخر تحديث: 2017-12-26 13:45
العوائق الرئيسية امام اتفاق الهدنة في سوريا
العوائق الرئيسية امام اتفاق الهدنة في سوريا

يواجه وقف اطلاق النار المعقد الذي اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة في سوريا العديد من التحديات بينها انعدام الثقة بين فصائل المعارضة السورية والنظام، وشبكة الاطراف الضالعة في الحرب المدمرة.


واعلن وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بعد محادثات ماراتونية عن الاتفاق في وقت متاخر من الجمعة في جنيف.


- سنوات من انعدام الثقة .


وقد يكون ابرز العوائق امام تطبيق الاتفاق هو انعدام الثقة العميق بين قوات النظام السوري بشار الاسد والفصائل المسلحة.


فبعد خمس سنوات من الحرب الطاحنة، يشكك كل طرف في استعداد الطرف الآخر في الالتزام بوقف إطلاق النار، لا سيما في ظل فشل اتفاقات هدنة وتهدئة سابقة عديدة. وكان آخرها في شباط/فبراير الماضي بعد ان تم بوساطة واشنطن وموسكو. وأدت الهدنة آنذاك الى انخفاض العنف على الجبهات الرئيسية، لكنها انهارت بعد اسابيع. واستؤنفت عمليات القصف العشوائية اليومية على المدنيين خصوصا في مدينة حلب في شمال سوريا.


ويصف النظام السوري جميع الفصائل المعادية له ب"الارهابية". وانتقد لافروف المعارضة بسبب اصدارها "انذارات، ورفضها التعاون، وما الى ذلك" عند اعلانه عن الاتفاق في حينه.


وحذر الباحث في معهد الشرق الاوسط تشارلز ليستر من ان المسلحين "لا يثقون كثيرا في صمود وقف اطلاق النار على المدى الطويل".


من ناحية اخرى، شككت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية السبت في التزام الهدنة بدون ضغط روسي.


وصرحت بسمة قضماني العضو في الهيئة التي تشمل ابرز ممثلي المعارضة والفصائل المقاتلة في سوريا "ننتظر ان تقنع روسيا النظام بضرورة الالتزام بالاتفاق، ولا نتوقع ان يقوم النظام بذلك بملء إرادته".


وقالت "نحن لا نعول على النظام اطلاقا" بل "نعول فقط على روسيا التي في يدها كل الأوراق".


- تحالف المسلحين والارهابيين


ويتعين في اطار الاتفاق على فصائل المعارضة الانفصال عن جبهة "فتح الشام" الاسلامية القوية التي كانت تعرف حتى وقت قريب باسم "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة.


وفي مواجهة النظام، وحدت الفصائل المقاتلة والاسلامية صفوفها مع "فتح الشام" خصوصا في محافظتي إدلب وحلب الشماليتين.


وقالت قضماني ان الفصائل المسلحة أُجبرت على التحالف مع الجهاديين بسبب استخدام النظام اسلوب الحصار، الا انها ستنفصل عن هذا التحالف في حال صمدت الهدنة.


واضافت "الجماعات المعتدلة ستعيد ترتيب صفوفها وتنفصل عن الجماعات المتطرفة. وسنقوم بدورنا".


الا ان الخبراء يشككون في ذلك.


وقال ليستر ان المسلحين لم يشيروا الى استعدادهم الانفصال عن التحالف الذي يعتبرونه "ضرورة عسكرية".


واضاف ان "القيام بذلك يعني بالنسبة لهم التخلي عن مناطق لصالح النظام (..) سيكون من الصعب تغيير هذا التفكير".


- شبكة من الاطراف الضالعة -


وأدّت الحرب السورية الى تقسيم البلاد الى مناطق تسيطر عليها قوى متقاتلة هي: النظام، والفصائل المعارضة، والاكراد، والارهابيين.


كما انها جرّت إليها عددا من القوى الاقليمية والدولية وقفت الى جانب هذا او ذاك من اطراف النزاع.


ورحبت تركيا السبت بالاتفاق. وتدعم انقرة بشكل كبير الفصائل المسلحة، الا انها اصلحت علاقاتها مؤخرا مع روسيا، حليفة النظام السوري.


ولم يصدر بعد رد فعل من ايران، المؤيد الرئيسي والثابت لنظام الاسد.


وقال ليستر "في النهاية، يمكنني ان أقول إننا نحتاج الى موافقة إيران العلنية بقدر حاجتنا الى موافقة أي طرف آخر".


وعند اعلانه عن الاتفاق، أقرّ لافروف بوجود "العديد من الاطراف المعنية من داخل وخارج سوريا، وان ذلك كله بالطبع لا يساعد".

وقال كيري ان الازمة السورية "معقدة لاسباب نعرفها جميعا - عدد الاطراف الضالعة فيها والتي لها أجندات مختلفة، والجروح التي تركتها سنوات القتال، والانقسامات الايديولوجية والطائفية، ومناطق الحرب في المدن والضواحي، ووحشية المتطرفين، والافعال التي لا تساعد التي تقوم بها بعض القوى الخارجية".

أخبار ذات صلة

newsletter