طائرات النقل مزودة بأجهزة تسجيل بيانات تستخدم بعد الحوادث التي تتعرض لها تلك الطائرات خلال الرحلات وتعرف بالصناديق السوداء.
جميع الطائرات التجارية مزودة بصندوقين أسودين يوضعان عادة في الخلف وهما آلة التسجيل الصوتي في مقصورة الطائرة التي تسجل الأصوات والمحادثات والإعلانات في مقصورة القيادة، وآلة تسجيل بيانات الرحلة التي تخزن بيانات خاصة بالرحلة كل ثانية وقد يصل مجموعها الإجمالي إلى سبعمئة معيار، مثل الارتفاع والسرعة والحرارة.
المدة الإجمالية للتسجيل هي ساعتان في الآلة الأولى، وخمس وعشرون ساعة في الآلة الثانية، كما أن الصناديق السوداء مصممة لحماية المعطيات في حالة سقوط الطائرة أونشوب حريق فيها أوغرقها حتى عمق ستة آلاف متر.
الصناديق مزودة بأجهزة توجيه لتسهيل البحث في أعماق البحار، وتصدر إشارة تنتشر في المياه على شكل ذبذبات كل ثانية لمدة ثلاثين يوما على الأقل.
كيفية العمل
وظيفة الصندوق الأول هي حفظ البيانات الرقمية الخاصة بالوقت، السرعة، الاتجاه، والارتفاع، بينما يختص الصندوق الثاني بتسجيل الأصوات داخل قمرة القيادة .
والصندوقان مجهزان بجهاز بث يعمل عندما يغوص الصندوقان في الماء، إذ يطلق موجات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانيهما.
ويمكن لأجهزة البحث المتطورة التقاط إشارات على عمق 3000 متر خلال شهر من سقوط الطائرة بالماء، وهي المدة التي تعمل فيها بطاريات الصندوقين قبل أن تتوقف عن العمل بفعل انقطاع الطاقة، ويبلغ عمر البطارية التي تغذي الصندوق الأسود في الطائرة ثلاثين يوما فقط.
وللصندوقين القدرة على تسجيل ما يتراوح بين 30 إلى 120 ساعة، لكن بعد وقوع الحادث الجوي فإنهما يحتفظان فقط بآخر ساعتين من عمر الرحلة المنكوبة.
وتحفظ أجهزة التسجيل في قوالب متينة مصنوعة من التيتانيوم محاطة بمواد عازلة تتحمل الضغط حتى 6000 متر تحت الماء والصدمات والحرارة بما يفوق ألف درجة مئوية، كما أنها لا تتأثر بملوحة مباه البحر التي تسبب التآكل لكثير من المعادن.