رؤيا -بترا - قال سمو الأمير الحسن في كلمة له خلال رعايته الثلاثاء المؤتمر الشبابي العربي السادس "الاقتصاد العربي وتمكين الشباب للمستقبل" انه لا يمكن اغفال دور الشباب في النهوض بالمجتمع والمشاركة الفاعلة في مختلف حقول المعرفة والإنتاج والإبداع، مؤكداً ضرورة بناء جسور المعرفة والتواصل والتشبيك بين على المستويات المحلية والاقليمية والدولية.
وقال ان للشباب دوراً مهماً في خطط الإصلاح وعمليات التطوير التي تحتاج منهجية واضحة في التفكير ولكن التطوير يحتاج الى رؤية واضحة منفتحة على العالم تكون في تواصل وتفاعل مع الرؤى التنويرية الأُخرى واننا بحاجة الى ترسيخ ثقافة العمل وتأكيد دور الذهنية الإيجابية المسؤولة في التعاطي مع تحديات الواقع.
وأشار سموه في المؤتمر الذي ينظمه منتدى الفكر العربي بالتعاون مع الصندوق العربي الإنمائي الاجتماعي في الكويت الى تنفيذ الاردن التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015 باعتباره ركيزة أساسية لطريقة تنفيذ الخطط الاقتصادية المستقبلية حيث تظهر ارقام الاحصاءات العامة ان معدل البطالة في الاردن للربع الثالث من العام الحالي 8ر13بالمئة ( 1ر11 بالمئة للذكور مقابل 1ر25 بالمئة للإناث).
وفي سياق الحديث عن تمكين الشباب شدد سموه على الانتقال من ثقافة الاستهلاك الى الإنتاج واعادة التكامل بين العمل والثروة والتركيز على السياسات لا السياسة، لافتاً الى ان مشاركة الشباب في جهود التنمية الاقتصادية عامل أساسي في نجاح هذا المسعى وان التمكين الاقتصادي يعزز مشاركة الشباب في عملية صنع القرار.
وبين سموه حاجة ضمان برنامج التمكين الاقتصادي بالقوانين والتشريعات المحفزة في كل بلد عربي على حدة على ان تكون متكاملة ومترابطة من الناحية الاجتماعية في اطار استراتيجيات دمج الشباب في اصل الاقتصاد بشكل مباشر، والاهتمام بإيجاد فرص العمل للشباب، وإنشاء منابر للاستماع للشباب، وضمان التمويل الكافي من اجل التمكين الاقتصادي للشباب.وتناول الأمير الحسن الأهداف التي تسعى استراتيجية التمكين الاقتصادي للشباب لتحقيقها ومنها زيادة عدد الشباب الذين يكسبون دخلاً من البرامج والتوظيف والبرامج الخاصة والتوظيف الذاتي والتمكين، وزيادة التنوع في امتلاك الشباب لشركات في قطاعات الاقتصاد بهدف زيادة فرص العمل، ودعم ثقافة ريادة الأعمال والقدرات الادارية التجارية والمواهب الفنية للشباب ، وارتفاع الادخار والاستثمار بين الشباب وتشجيعهم على انشاء المؤسسات التعاونية، وتسليط الضوء على الشركات التي يملكها الشباب، وازالة الحواجز التي تمنعهم من بدء اعمالهم الخاصة وتنميتها، وتسهيل الوصول الى الأسواق والتمويل والدعم غير المالي للشركات الشبابية.وقال سموه : " لقد دعا الميثاق الاجتماعي والميثاق الاقتصادي العربيين الى التمكين الفعال للشباب، مشيراً الى ان الاستراتيجيات الرئيسية واهداف سياسة التمكين الاقتصادي للشباب لا يمكن فصلها عن السياسات المخصصة لقطاعات المجتمع وبحيث يكون التمكين متسقاً مع الأهداف العامة لسياسات العدل الاجتماعي ومنسجماً مع المواثيق الضامنة للصالح العامة ومحققاً للكرامة الانسانية.
واضاف : وفي ضوء انتشار ظواهر التطرف والاغتراب والتهميش والاقصاء للشباب ، لا بد من تشجيع انخراط الشباب في المجتمع بدلاً من الانعزالية واتاحة فرص المشاركة في صنع القرار في النشاطات الإنسانية.
ودعا سموه الدول العربية الى استعمال الموارد من اجل تعزيز مشاركة الطاقات الشبابية المبدعة في بناء المستقبل.واشار أمين عام المنتدى الدكتور محمد ابو حمور الى الآثار السلبية التي يواجها الشباب العربي من تداعيات الصراعات والحروب وبطش الاحتلال والعدوان والتهجير متناولاً محاور المؤتمر: الشباب والواقع الاقتصادي العربي وتمكين الشباب للمستقبل آفاق وتحديات ، قضايا شبابية ونظرات مستقبلية.
وقال ان مشكلات البطالة المتفاقمة في الوطن العربي تفرض تحدياً يحتاج الى تخطيط سريع ومسبق لمواجهة تداعياته المقبلة، مبيناً ان سن العمل في البلدان العربية 70 بالمائة من مجموع السكان، وان البطالة العربية هي الأعلى في العالم حيث يشكل الشباب العربي 50 بالمائة في بلدانهم ما يدعو الى مسار نهضوي لتجاوز مشكلات الفقر والتهميش.
وأضاف لا بد من بناء قواعد اجتماعية وتعليمية وتأهيلية لمشاركة الشباب ورعاية المبدعين وتدريب القوى العاملة والمرشحة لسوق العمل، وتمكين الشباب العربي من خلال ثقافة التغيير الايجابي في نمط التفكير والتعامل مع المستجدات العالمية مع الحفاظ على الاصول الاجتماعية والثقافية ضماناً للهوية الجامعة وفاعليتها في ثقافة الانتاج والمواطنة.
واشار رئيس المجلس الاعلى للشباب الدكتور سامي المجالي الى الظروف الصعبة التي تعيشها الامة العربية، التي استدعت وضع ميثاق اجتماعي يستنهض قدراتها وطاقاتها ويرتكز على قيم ومبادئ المساواة والمشاركة والعدالة وحكم القانون والفكر الديمقراطي، مثلما يرتكز على قيم المواطنة المتكافئة والتعددية السياسية والثقافية والاجتماعية ومواجهة قضايا الفساد والفقر والبطالة.
وقال ان ثمة فجوة واسعة ما تزال قائمة بين الشباب في البلدان المتقدمة، والشباب في البلدان الفقيرة والنامية، لأسباب تتعلق بالقدرات المالية وعدم توفر الخطط والبرامج الكافية للتأهيل والتنشئة والتربية، إضافة إلى أسباب داخلية تتعلق بالموروث العقائدي والاجتماعي، وطبيعة القيم والعادات والتقاليد، لتحد من دور الشباب وتفاقم الأزمات في أوساطهم الشباب ونقص المؤسسات الراعية.
وبين الدكتور خالد العزب من مصر ان الهوة بين الشباب العربي والعديد من دولهم تكمن في افتقاد لغة مشتركة او تقاسم التقاطع في آليات التفكير بينهما وان المعضلة التي يواجهها العرب هي المعرفة التي يحصلها شبابهم ولكن عدم قدرة دولهم على مواكبة هذه المعرفة التي تشكل لهم احباطاً بدلاً من ان تكون قدرات مضافة للاقتصاد العربي .
وقال ان ما يهدد الهوية العربية ضعف المحتوى الرقمي العربي وانتشار التعليم الأجنبي في بلداننا وبأموال الطبقات الوسطى والثرية دون ان يكون للغة العربية او الأدب او التاريخ الوطني مكاناً في مدارس اجنبية ، اضافة الى تركيز الاعلام العربي على الترفيه وعلى حساب الدور العلمي والثقافي والبرامج التعليمية.
وفي كلمة الشباب قالت الدكتورة أمل المعايطة ان الفئات المستهدفة من الجماعات الارهابية هم الشباب ما يدعو للتعرف الى الدوافع التي تؤدي بهم للانضمام الى هذه الجماعات والتنظيمات.
وقالت ان اغتراب الشباب في وطنهم دفعهم الى لعب التعبئة والحشد في ما جرى تسميته بـ"الربيع العربي" معرباً عن سياسة التهميش الذي عانى منه سنوات طويلة، مشيرة الى البطالة التي يواجهها هذا القطاع رغم ان دخول 500 الف شاب سوق العالم العربي كل عام .
واضافت المعايطة علينا ان نتعامل مع ملايين الشباب الذين حرمتهم الحروب والكوارث وسنوات اللجوء من مدارسهم وجامعاتهم وتعايشوا مع القتل والتدمير كما يحدث في غزة وسورية والضفة الغربية والعراق واليمن.