قال نائب رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات العميد الركن حاتم الزعبي إن إدارة الأزمات تعد علما وفن إدارة التوازنات والتكيف مع المتغيرات المختلفة.
وأكد الزعبي في اجتماع مع لجنة مشتركة مكونة من 9 لجان في مجلس الأعيان، الخميس أهمية الوقوف المسبق على مؤشرات وأعراض تنبئ بوقوع أزمة ما.
اقرأ أيضاً : "الزلازل الأردني": تسجيل 3 زلازل في البحر الميت
وأشار إلى دور المركز ومهامه الرامية إلى تسخير الإمكانيات الوطنية وتنسيق وتوحيد الجهود الوطنية لتمكينها من مواجهة الكوارث والأزمات على المستوى الوطني بأشكالها المختلفة، عبر التكيف الاستراتيجي والاحترافية في مجالي الاستعداد والاستجابة للأزمات على المستوى الوطني بأقل جهد ووقت وتكلفة وخسائر ممكنة، للوصول إلى بيئة وطنية آمنة ومستقرة.
واستعرض الزعبي الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث (2023-2030)، التي تعد خارطة طريق للحصول على فهم مشترك لمخاطر الكوارث السائدة، وتقييم نظام الحد من مخاطر الكوارث الحالي وقدراته على أهداف الحد من مخاطر الكوارث.
وتناول الزعبي الخطة الوطنية المُنسقة لمواجهة الزلازل، التي تعد جزءًا من الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث، لافتًا إلى أن الخطة تهدف إلى تنسيق الجهد الوطني لضمان الفاعلية لمواجهة ظروف وتداعيات الزلازل.
وأضاف أن الخطة تهدف إلى التأكد من إعداد خطط تنفيذية خاصة بالمؤسسات والدوائر المعنية لتمكينها بتعامل بكفاءة مع الزلازل، وإعداد خطة توعوية وطنية لتعريف المواطنين بمخاطر الزلازل، وكيفية التعامل معها، وضمان توفر بنى تحتية حيوية قادرة على الاستمرار بالعمل، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين بقصد إدامة الحياة اليومية خلال وبعد الزلزال.
وتصبو الخطة أيضًا، بحسب الزعبي، إلى التخفيف من آثار الزلازل من خلال تحديث المعايير والاشتراطات على المباني قيد الإنشاء وتطبيقها، وتدعيم المباني المُنشأة، وخصوصًا الحيوية منها، وإعداد وتحديث قواعد بيانات شاملة ومنصات وطنية تُسهم في إدارة الأزمة بشكل أمثل.
بدوره، أشار رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز الذي ترأس جانبا من الاجتماع إلى أن تجاوز أي كارثة أو أزمة يرتب عليه الاستفادة من التجارب السابقة في إدارة الأزمات وتجارب الدول الأخرى، لتجاوز أي ثغرات حصلت سابقا في التعامل مع الأزمات الجديدة، ولضمان مستوى عال من الجاهزية.
وأوضح الفايز أن العالم يعيش تحديات كبيرة سواء كانت تحديات سياسية او أمنية أو كوارث طبيعية، بسبب التغيرات المناخية ومنها الحرائق المنتشرة في العالم، وآخرها حرائق محافظة عجلون، التي استمرت لعدة أيام وأتت على آلاف الأشجار المعمرة، أو بسبب انتشار أنواع جديدة من الأوبئة لم نعهدها من قبل كوباء كورونا، الذي أنهك عالمنا وقضى بسببه مئات آلاف من البشر".
وشدد على أهمية الاستعداد المُسبق من خلال وضع استراتيجيات وخطط مبنية على التنبؤات المسبقة قبل وقوع الكارثة أو الأزمة، عبر وضع سيناريوهات عدة للتعامل معها، لتجاوز آثارها السلبية والحد من الخسائر المادية والبشرية.
اقرأ أيضاً : مرصد الزلازل: سكان الأردن لم يشعروا بزلزال أضنة التركية
وبين الفايز أن الأزمات تُعني تهديداً خطيراً متوقعًا أو غير متوقع، وغالباً ما تكون مفاجأة كالأوبئة مثلًا، وهو ما يتطلب مهارة عالية لإدارتها والتصدي لها، بشكل ممنهج ووفق استراتيجيات مدروسة، وليس بقرارات ارتجالية أو لحظية.
وبين أن القراءات والتنبؤات والتخطيط المُسبق، هو الأساس في إدارة الأزمات مهما كان نوعها، لافتا إلى أن غياب التخطيط لا يمكن مواجهة أي أزمة من الأزمات ارتجاليًا أو من خلال اتخاذ القرارات اللحظية والآنية.