أكد وزير الثقافة علي العايد، أن تزامن إدراج مدينة السلط مع احتفالات المملكة بمئوية الدولة يشكل اعترافا دوليا بالقيم التي تأسس عليها المجتمع الأردني، والتي كرسها الهاشميون عبر عقود من البناء والإنجاز.
وأضاف العايد في كلمة اليوم السبت، خلال الندوة التي نظمها مجلس هيئة المكاتب والشركات الهندسية بنقابة المهندسين بمدرسة السلط الثانوية للبنين، وبالتعاون مع مجلس فرع النقابة بالبلقاء، إن "مدينة السلط حصلت على هذا اللقب وعن جدارة من لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، لما تتمتع به المدينة من تاريخ عميق في الزمان، وجمال العمران وتفرد هندستها وألوانها، ونسيجها الاجتماعي المتنوع والمتكامل والمضياف، وحضور قاماتها وأعلامها ومبدعيها الذين صاغوا أروع الأمثلة في المواطنة والوطنية".
اقرأ أيضاً : العودات: الجائحة عرفتنا الفرق بين الإمكانات المتاحة والقدرات الحقيقية بالأزمات
وقال، إن وزارة الثقافة معنية بالمكان بما هو تراث مادي إنساني، ونص إبداعي وجمالي يعكس ثقافة الإنسان وقيمه الحضارية، وأنماط عيشه وخصوصيته التي تجسد هويته الوطنية، مؤكدا أن إدراج مدينة السلط يضيف مسؤولية مجتمعية كبيرة للارتقاء بالمكان في سائر أبعاده المادية وغير المادية والإنسانية.
من جهتها قالت مديرة وحدة إدارة وسط السلط لينا أبو سليم، إن وسط المدينة التاريخي يعتبر مثالا استثنائياً للتراث الحي والمشهد الحضري التاريخي مع وجود صلة قوية بين سماته الملموسة من العمارة الرائعة، والتشكيل الحضري المميز والسمات غير الملموسة من التسامح والعيش المشترك والضيافة الحضرية، خلال فترة تطور المدينة الممزوج بعهدها الذهبي.
وأشارت أبو سليم إلى تميز السلط بطراز عمراني وأنواع بناء مميزة تكيفت مع السياقات المحلية والبناة المهرة المحليين والمهاجرين، ما أنتج مزيجاً من الهندسة المعمارية الإقليمية عالية المستوى مع المحافظة على شخصيتها وأصالتها، من مدينة ذات تضاريس مطوية شديدة الانحدار نسجت نسيجاً حضرياً كثيفاً ارتبطت به الأحياء السكنية مع المنحدرات والساحات والشوارع بشبكة من الأدراج والأزقة والعقد.
اقرأ أيضاً : بالصور.. ولي العهد يلتقي عددا من أبناء السلط
بدوره أكد كمال الدباس، في كلمة باسم فرع النقابة في السلط، أهمية الاحتفال بإدراج السلط على قائمة التراث العالمي، معتبرا أن إدراج السلط على قائمة التراث العالمي يشكل نقلة نوعية للمدينة وهذا ليس نهاية المطاف لكنها البداية.
وأشار إلى أن النقابة ستبني نصبا تذكاريا على مدخل السلط بتمويل كامل من أبنائها في الإمارات، إضافة إلى إنشاء أكاديمية للترميم وعقد مؤتمر دولي يعنى بالتراث.
وقال نقيب المهندسين أحمد سمارة الزعبي، إن التراث العمراني وثيقة تاريخية شديدة الدقة ومرآة لحالة مجتمعية سياسية أخلاقية، وايضا فلسفة حياة وتصورات عن السلطة والدين والأساطير والمعتقدات.