تقاتل النيجر التي تنتخب رئيسها الأحد منذ سنوات الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل في جنوب غرب البلاد وجماعة بوكو حرام في جنوب شرقها، ولا تزال بعيدة عن إلحاق الهزيمة بها على الرغم من التعاون الإقليمي والمساعدات العسكرية.
اقرأ أيضاً : البابا في رسالة الميلاد: وجوه أطفال سوريا والعراق واليمن يجب أن "تهزّ الضمائر"
ويصف مصدر أمني فرنسي الوضع بأنه مهمة هائلة في خضم نزاع لا ينتهي ضد أعداء مراوغين تسببت هجماتهم المستمرة في مقتل المئات منذ عام 2010 وفي نزوح مئات الآلاف من قراهم وبلداتهم مع تشريد 300 ألف في الشرق بالقرب من نيجيريا و160 ألفاً في الغرب بالقرب من مالي وبوركينا فاسو.
أغلقت نحو 260 مدرسة في المناطق غير الآمنة، وعطل العنف النشاط الاقتصادي مع صعوبة القيام بأعمال في تلك المناطق بينما يستهلك الدفاع 17% من ميزانية الدولة فيما يسعى الجيش لمضاعفة عديده.
وتوجد في النيجر قواعد عسكرية فرنسية وأميركية.
ويبرر الرئيس النيجري محمد يوسوفو قراره عدم الترشح بعد ولايتين بقوله: "لا يمكن تحقيق أي شيء بدون الأمن".
شهدت النيجر هجومين في كانون الأول نفذت أحدهما جماعة بوكو حرام في قرية تومور، بالقرب من نيجيريا، وقتل فيه 34 شخصاً، كما فقد الجيش في الغرب سبعة رجال إثر كمين.
بعد الخسائر الكبيرة التي سُجلت في عام 2019 مع مقتل أكثر من 250 شخصاً وفي مطلع عام 2020 مع شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات على معسكرات إيناتس (71 قتيلاً) وشينيغودار (89 قتيلاً) وصنام (14 قتيلاً)، أقيل وزير الدفاع ورئيس الأركان، وغيّر الجيش إستراتيجيته.
يقول محمد بازوم المرشح الرئاسي للحزب الحاكم والذي يعد الأوفر حظاً للفوز، "لقد استخلصنا العبر من انتكاساتنا. في مرحلة ما، تعرضنا لهجمات واسعة النطاق عندما كانت لدينا مراكز استطلاع ثابتة على الحدود (مع مالي). قمنا بتسريح هذه المعسكرات. واليوم تتمركز قواتنا في مواقع ديناميكية متحركة جداً".
ويقول مصدر غربي إنه "بالمقارنة مع بوركينا فاسو أو مالي، هناك جيش يسير على الطريق الصحيح في النيجر وصار التعاون مع قوة برخان (القوة الفرنسية التي تقاتل الجماعات الجهادية في منطقة الساحل) فعالًا بالفعل منذ قمة بو (بين فرنسا ودول مجموعة الساحل الخمس)".
يقول بازوم وزير الداخلية السابق، إن على النيجر أيضًا تجنيد مزيد من رجال الشرطة والدرك، بدلاً من الاستثمار بشكل كبير في المعدات العسكرية.
ويضيف "إنها حرب غير متكافئة. الزج بقوافل عسكرية كبيرة وبالأسلحة أشبه بالرغبة في قتل ذبابة بمطرقة. ... سنعزز قوى الامن الداخلي لمحاربة هؤلاء الإرهابيين. غالبا ما نواجه مجموعة على دراجة نارية او دراجتين ناريتين تفرض الفدية على الأهالي بحجة جمع الزكاة على الماشية، وليس قوة كبيرة تمثل تهديداً واسع النطاق".
ومن محاور العمل الأخرى دمج الشباب من المناطق المتأثرة بالهجمات المسلحة في الحرس الوطني.
وجرى تجنيد وتدريب 500 شاب من منطقة ديفا لمدة 9 أشهر وسيتم نشرهم في الشرق خلال الأيام المقبلة.
وسيخضع 500 شاب آخر من منطقة تيلابيري لدورة تدريب مماثلة في الأشهر المقبلة.
والهدف من البرنامج هو أن يعمل هؤلاء على تقديم المعلومات إلى الجيش، ولكن أيضًا لكسب تأييد الأهالي لقوات الأمن التي يتعاملون معها على أنها قوات غريبة عنهم.