كانت أحلام سارة تكبر مع كل خطوة خطتها من نابلس إلى عمان، بعد تلقيها وعدًا من مركز خلايا جذعية غير مرخص، بأنها ستعود الى فلسطين مشيًا على قدميها.
لم تسعها الفرحة عندما قرأت إعلان عبر موقع “فيسبوك” عن نجاعة زراعة خلايا جذعية في العمود الفقري، يمكن أن تخلصها من كرسيها المتحرك الذي يلازمها رغم إجرائها لست عمليات جراحية في المستشفيات الفلسطينية وفي الداخل المحتل.
يستذكر والدها شريط علاجها منذ اصابتها بالشلل نتيجة خطأ طبي، وامام ضغط العواطف والأمل بشفاء طفلته دفع المبلغ كاملا، مقابل ثمن خلايا حية، أخبره الطبيب بأنه سيستوردها من الخارج، ليكتشف صلاح مؤحرًا أنه وقع “ضحية لمختبر يفصل الخلايا الجذعية، لكنه غير مرخص للعلاج، ويصطاد ضحاياه عبر إعلاناته الوهمية وان الخلايا الجذعية التي قيل له عنها لم تكن سوى حقن كورتيزون.
صلاح توجه بشكوى لنقابة الأطباء، التي أخبرته بأن صاحب المركز ليس عضو لديها، فقرر التوجه لوزارة الصحة الأردنية.
سارة التي تتمتع بمعنويات عالية لم تيأس رغم الخديعة التي تعرضت لها، عائلتها تقدم لها كل التسهيلات لتحسين حياتها ومساندتها، بنت لها جسرًا من منزلها للمدرسة، وانشأت لها مصعدًا داخل المدرسة لمساعدتها على الوصول لصفها.
سارة لم تكن الحالة الوحيدة التي تعرضت للخديعة من ذات المركز الطبي، عماد شلبك الثلاثيني من بلدة المزرعة الشرقية قرب رام الله، دفع ثمنًا لذات الخداع اربعين الف دولار، هذا هو تمامًا المتاجرة بأحلام البشر بالعلاج من خلال التضليل والاحتيال.