أكد أطباء أهمية مطعوم الإنفلونزا الموسمية، تزامنا مع اقتراب فصل الشتاء، وما قد يحمله من العديد من أمراض معدية في ظل كورونا، وتشابه بعض الأعراض بينها، موضحين انه بالرغم من أن المطعوم ليس له علاقة بفيروس كورونا، لكنه يحمي الجهاز التنفسي من فيروسات الإنفلونزا، وتقل نسبة الاصابة المجتمعية به إلى نحو ستين بالمئة.
من جانبه، قال رئيس قسم التطعيم في وزارة الصحة الدكتور كامل ابو سل إن مطعوم الإنفلونزا آمن ويحمي من الإصابة بها، مبينا أنه يتم إعطاء المطعوم مجانا للكوادر الصحية، والفئات الموصى بأخذها ذات الخطورة ممن لديهم أمراض سرطانية ومرضى غسيل الكلى، والذين لديهم نقص في المناعة ومرضى الأمراض الصدرية كالربو ومرضى التلاسيميا.
ودعا أبو سل إلى ضرورة التوعية بأهمية إعطاء المطعوم لكبار السن وممن لديهم أمراض في القلب والذين يعملون داخل تجمعات إضافة إلى الحوامل، مشيرا إلى أن المطعوم الفيروسي آمن ولا يؤثر على الحمل.
وبين أن المطعوم يُعطى من عمر الستة أشهر، ويختلف سعره بحسب نوعه، إذ يبلغ سعر الثلاثي منه ما يقارب الخمسة دنانير، وأشار إلى أنه نظرا للشح العالمي والطلب المتزايد على المطعوم لم يتم الحصول على كامل الكمية المطلوبة من وزارة الصحة.
وأوضح أن هناك مراكز لرصد الانفلونزا والتي تقع في شمال ووسط وجنوب المملكة، وتعمل على رصد انواع الانفلونزا، من خلال أخذ العينات من المصابين بالأمراض التنفسية.
وقال استشاري الأوبئة وعضو اللجنة الخاصة بمتابعة ملف فيروس كورونا الدكتور بسام حجاوي، إنّ أخذ المطعوم يخفف العبء عند التقصي عن وباء الكورونا، ذلك أن كلا من (كوفيد – 19) والانفونزا أعراضهما متشابهة بنسبة تسعين بالمئة، ويصيبان الجهاز التنفسي، وإذا أصيب الشخص بالإنفلونزا والكورونا المستجد، فسيكون حينها الوضع العلاجي أصعب.
وأوضح أن مطعوم الإنفلونزا ليس له علاقة بفيروس كورونا، لكن أخذه يحمي الجهاز التنفسي من فيروسات الإنفلونزا، فلا يصاب بالمرض، وفي حال الإصابة فستكون بدرجة منخفضة، داعيا إلى أخذ المطعوم ما أمكن للوقاية من الانفلونزا، ولاسيما للفئات الأكثر إختطارا من الاصابة به.
وقال مستشار الأوبئة في الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية الدكتور عادل البلبيسي "نحن مقبلون على واقع صحي أصعب تزامنا مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من العديد من الفيروسات والأمراض المعدية، والتي من الممكن أن تنتشر فيه، في ظل ما نشهده من وباء كورونا"، ونصح بضرورة أخذ مطعوم الإنفلونزا، ولاسيما أن أعراض الفيروسين متشابهة جدا.
واشار إلى أن مطعوم الإنفلونزا يتغيّر في مكوناته من سنة إلى أخرى، لأنه يتم إدخال أكثر أنواع الفيروسات انتشارا في المطعوم في ظل تواجد عشرات الأنواع منه، مشددا على أنه مع اقتراب فصل الشتاء، فإن وجود الكورونا والانفلونزا سيشكل عبئا أكبر على النظام الصحي.
اقرأ أيضاً : طبيب أردني في أمريكا لـ "رؤيا": اكتشاف طفرة جينية جديدة بكورونا جعلته أكثر انتشارا
من جانبه، قال رئيس جمعية اطباء الحساسية والمناعة الأردنية الدكتور هاني عبابنة، إن فيروس الانفلونزا يتطوّر ويحوّر من تركيبته سنويا، موصيا بأخذ مطعوم هذا العام لشموليته لتلك الطفرات الجديدة، وعدم اللجوء للمطاعيم المصنّعة للأعوام السابقة لاختلاف تركيبة كل منهم بما يتناسب مع الوضع الصحي العالمي لكل سنة.
وشدد عبابنة وهو مستشار أول حساسية ومناعة، على أهمية إعطاء المطعوم لمقدمي الرعاية الصحية والطبية في المستشفيات والمراكز الصحية من أطباء وممرضين وفنيين وغيرهم، وكذلك للمصابين بأمراض مزمنة، وممن لديهم أمراض صدرية وداء السكري والذين يأخذون أدوية مثبّطة للمناعة، وكذلك للحوامل، وبعد الولادة، إضافة إلى من تتجاوز أعمارهم 65 عاما.
وبين أنه نتيجة لتشابه أعراض الأنفلونزا مع أعراض الكورونا، فإن الضرورة تستدعي أخذ مطعوم الإنفلونزا، موضحا أن مطعوم الإنفلونزا لهذا العام يتوفّر منه الثلاثي والرباعي، فيما أنه يوجد أنواع أخرى له كقطرات للأنف ممن يخافون من الإبر، إلا أن هذا النوع يتوفر في خارج الأردن.
وأوضح الدكتور عبابنة أن أخذ المطعوم يوفّر الكلف العلاجية والجهد والوقت على فرق التقصي الوبائي، في ظل زيادة أعداد المصابين بكورونا، مبينا أنه يمكن إصابة المريض بالإنفلونزا وبكورونا ما يشكل خطرا عاليا على صحته، لذا من هنا تأتي اهمية أخذ المطعوم سنويا. وأضاف أنه لا بد من أخذ المطعوم من أماكن معتمدة كمؤسسات الرعاية الصحية والصيدليات وعيادة الطبيب، منوها الى احتمالية الإصابة بالإنفلونزا في الأيام الأولى من أخذ المطعوم، ففعاليته تبدأ بعد أسبوعين من أخذه. ولفت الدكتور عبابنة إلى أن بعض الناس لدى أخذهم المطعوم، قد يصابوا بعد دقيقة إلى ساعتين بما يسمى (صدمة المطعوم) وهو محتمل الحدوث، مع ارتفاع في درجة الحرارة أو صداع، مبينا أن المرضى الذين يأخذون أدوية خفض الكوليسترول، يُنصح بأخذهم لمطعوم الإنفلونزا علما بأن فاعلية المطعوم لديهم تنخفض بنسبة 35 بالمئة.
ورأى ضرورة عرض الأطفال من عمر ستة أشهر إلى 8 سنوات على طبيب الأسرة أو العائلة لتقييم وضعهم الصحي قبل إعطائهم المطعوم، مشيرا إلى أنه يتم إعطاؤهم لهم على جرعتين، بين كل منهما أربعة أسابيع، فيما البالغون ياخذون جرعة واحدة، إذ يمتد تأثير المطعوم لديهم لمدة عشرة أشهر.
ونصح عبابنة بضرورة حفظ المطعوم بدرجة حرارة الثلاجة، وعدم تعريضه للشمس، وحفظه وفق درجة حرارة مناسبة عند نقله، مشيرا إلى أن المطعوم لهذا العام يختلف عن غيره من الأعوام السابقة لميزة تركيبته، إذ تم زراعته في خلايا غير البيض ويمكن للمرضى ممن لديهم حساسية البيض أخذه بأمان.