قال المجلس الأعلى للسكان، إن الاتجاهات الحالية لتعاطي التبغ في الأردن، تُعيق أهداف التنمية المستدامة وبلوغ مقاصدها خاصة الحد من الفقر وعدم المساواة، وخفض الوفيات المبكرة، وتنمية الاقتصاد، وحماية البيئة.
اقرأ أيضاً : الهواري: منع التدخين في الأماكن العامة "أولوية قصوى" وأحد إجراءات منع انتشار "كورونا"
وأوضح المجلس، أن أكثر المدخنين الأردنيين فقراً ينفقون على السجائر ما مقداره 25 مرة أكثر مما ينفقون على الصحة، و10 مرات أكثر مما ينفقون على التعليم و1.5 مرة أكثر مما ينفقون على الطعام، وفقا لأرقام وطنية.
ويبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية السنوية للأردن من المستويات الحالية لتعاطي التبغ 1.6 مليار دينار أردني، وفق بيان صادر عن المجلس الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، الذي يُصادف في 31 من شهر أيار/مايو سنويا، ويأتي هذا العام تحت شعار "الشباب ينهضون ويرفعون صوتهم".
وتُقر الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين بكافة أشكاله في الأردن للأعوام (2024-2030)، بأن الاتجاهات الحالية لتعاطي التبغ في الأردن وحول العالم، لا تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، فمن خلال هدف التنمية المستدامة رقم (3.4) المرتبط بالصحة تلزم أجندة 2030 الدول الأعضاء بتحقيق تخفيض في الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030.
وأوضحت الاستراتيجية أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض يرتبط بشكل كبير بارتفاع معدل انتشار تدخين السجائر في الأردن، وتبين الدراسات الشاملة لعدة قطاعات لمدخني التبغ المستخلصة من دراسات استقصائية لدخل الأسر المعيشية، أن خمسي السكان الأردنيين الأدنى دخلا هم تقريباً الأكثر عرضة لتدخين السجائر مقارنة بالخُمس الأعلى دخلاً.
وتشير هذه الدراسات الى أن من المحتمل أن تكون زيادة ضرائب التبغ المفروضة على أسعار منتجات التبغ أقوى استراتيجية للحد السريع من تعاطي التبغ، لا سيما بين الفقراء والشباب، موضحة أن متوسط الإنفاق الشهري على السجائر المصنعة يبلغ 60.3 دينار أردني وهو أكثر من 23 في المئة من الحد الأدنى للأجر الشهري الإلزامي قانوناً في الأردن.
ومع الأخذ بعين الاعتبار متوسط الإنفاق السنوي للأسر الأردنية على مجموعات السلع والخدمات حسب المحافظات، هناك بعض المحافظات في الأردن يتجاوز إنفاق الأسر على منتجات التبغ والسجائر إنفاقها على مجموعة اللحوم والدواجن كما في البلقاء والزرقاء والمفرق، وهذا يشير إلى مدى الاعتماد على شراء منتجات التبغ في تلك المناطق مقارنة باللحوم والدواجن كجزء من نمط الإنفاق في تلك الأسر .
وتناول البيان، حقائق وأرقاما عن تعاطي التبغ في الأردن؛ فبحسب تقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية بعنوان " اتجاهات تعاطي التبغ 2000-2030"، قدرت المنظمة عدد مستخدمي التبغ ومدخنيه في الأردن في عام 2022 بـ2.77 مليون شخص؛ منهم 2.29 مليون ذكور، و483 ألف أنثى.
وجاء الأردن في المرتبة الأولى كأكثر دولة استهلاكا للتدخين بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 عام فما فوق في إقليم شرق المتوسط التابع للمنظمة بنسبة بلغت 36 في المئة لعام 2022، يليه لبنان بنسبة 34 في المئة ومصر بنسبة 24.7 في المئة ، مع توقع ازدياد النسبة في الأردن إلى 38.3 في المئة عام 2030.
اقرأ أيضاً : كم يبلغ متوسط إنفاق الأسر الأردنية على التبغ والسجائر؟
وأوضحت نتائج المسح الوطني التدرجي (STEPs) لرصد عوامل الخطورة المرتبطة بالأمراض غير السارية لعام 2019، أن نسبة المدخنين بين السكان من مجموع عينة المسح الذين تتراوح أعمارهم بين (18-69 سنة) بلغت 41 في المئة، وشكل المدخنون للسجائر الإلكترونية وأجهزة الفيب (Vape) 9.2 في المئة، وكان انتشار التبغ أعلى بين الرجال مقارنة بالنساء، حيث بلغ 65.3 في المئة من مدخني التبغ التقليدي و15 في المئة من مستخدمي المنتجات الحديثة مقابل 16.4 في المئة من النساء كن مدخنات تبغ تقليدي و 2.4 في المئة مستخدمات للمنتجات الحديثة.
وكان متوسط مدة تدخين المنتجات التقليدية بين المدخنين في الفئة العمرية (18-69 سنة) حوالي 17 عاماً، ووصلت إلى 35 عاماً بين الذين تتراوح أعمارهم بين (45-69 سنة)، وبالإضافة لذلك كان متوسط العمر الذي بدأ فيه الرجال التدخين أصغر بكثير من النساء حيث بلغ 17 عاماً للرجال و 24 سنة بين النساء، وأشار 34.7 في المئة من المدخنين إلى أنهم قد بدأوا التدخين قبل سن 16 سنة.
وبينت ورقة سياسات "اقتصاديات التدخين في الأردن" الصادرة عن المنتدى الاقتصادي الأردني عام 2024، أن مستوردات الأردن من السجائر الإلكترونية عام 2022 بلغت حوالي 1.4 مليون دينار بحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة.
وعلى الرغم من أن صناعة التبغ تساهم في الاقتصادات الوطنية، إلا أنه وبحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة ووزارة المالية لعام 2015 تبين أن حجم النشاط الاقتصادي الناتج عن صناعة التبغ في الأردن يبلغ حوالي نصف إجمالي العبء الاقتصادي الذي يفرضه التدخين على الأردنيين.
فصناعة التبغ تولد حوالي 889 مليون دينار أردني من النشاط الاقتصادي كل عام، فيما تبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية السنوية للأردن من المستويات الحالية لتعاطي التبغ 1.6 مليار دينار أردني، أي ما يعادل 6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2015، مقارنة مع 1.8 في المئة متوسط اجمالي التكلفة العالمية بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي العالمي وبإجمالي 1.85 تريليون دولار أمريكي.
وأفاد تقرير بعنوان"مؤشر التبغ العالمي 2021: أين يقف الأردن في معركته نحو مكافحة الوباء المسرطن؟" الصادر عن منتدى الاستراتيجيات الأردني، أن الخسائر الاقتصادية السنوية الناتجة عن الوفيات المبكرة بسبب استهلاك التبغ بلغت حوالي 399 مليون دينار أردني، وأن حوالي 204.4 مليون دينار من نفقات الرعاية الصحية سببها التدخين .
ويعد التدخين عامل خطر رئيسا للإصابة بسرطان الرئة، ويعتبر سرطان الرئة السبب لأكثر شيوعا للوفاة بالسرطان في الأردن؛ حيث كان أكثر أسباب الوفاة بسبب السرطان شيوعاً عند الذكور هي أورام الرئة بنسبة 27.8 في المئة.