أعربت جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” عن قلقها البالغ من إحتمال عودة حالات الإنتحار الى الإرتفاع خلال عام 2020 بسبب جائحة كورونا، والإجراءات الإحترازية المتخذه ومن بينها منع التجول الكلي والجزئي والحجر المنزلي وتدني أو فقدان الدخل، وفقدان العديد من الأفراد لوظائفهم، وإرتفاع حالات العنف الأسري ضد النساء والفتيات.
اقرأ أيضاً : إنخفاض حالات الانتحار في الأردن عام 2019 بنسبة 18% (تضامن)
ودعت تضامن كافة الجهات المعنية الى إتخاذ التدابير المناسبة لمعالجة الآثار السلبية الناشئة عن جائحة كورونا ولا زالت، والتي قد تؤدي (لا سمح الله) الى إزدياد في حالات الإنتحار.
وتضيف “تضامن” بأن إنتحار النساء والفتيات يؤشر على خطورة المشاكل التي تعاني منها النساء والفتيات تحديداً خاصة ما تعلق منها بالصحة النفسية والعنف الأسري الذي قد يمارس ضدهن، خاصة وأنه لا يوجد في الأردن أرقاماً رسمية تبين مدى إنتشار العنف خاصة العنف الأسري بين النساء والفتيات غير المتزوجات أو اللاتي أعمارهن فوق 50 عاماً، وبالتالي لا يمكن التعرف على حقيقة المشاكل التي يعانين منها، كما لا يمكن تقديم الدعم والإرشاد للفئات الأكثر حاجة من بينهن.
وتعاني العديد من النساء المعنفات في الأردن من إضطرابات نفسية وخاصة الإكتئاب، مما يدفعهن الى التفكير في الإنتحار أو محاولة الإنتحار خاصة وأن أغلبهن لا يبحن بمعاناتهن جراء العنف وتسيطر عليهن ثقافة الصمت، كما أن معظمهن لا يملكن الخيارات ولا تتاح أمامهن فرص للنجاة من العنف لأسباب جذرية من بينها الصور والقوالب النمطية لأدوار كل من الذكور والإناث، ولإنعدام أو ضعف إستقلالهن المالي بسبب العنف الاقتصادي، ولتسامح وتغاضي المجتمع مع مرتكبي العنف ضدهن مما يؤدي الى إفلاتهم من العقاب.
تراجع حالات الانتحار في الأردن ولأول مرة منذ 8 سنوات
وتضيف “تضامن” بأن التقرير الإحصائي الجنائي لعام 2019 والصادر عن إدارة المعلومات الجنائية أظهر إنخفاضاً في حالات الانتحار التام في الأردن ولأول مرة منذ سنوات، حيث وصلت حالات الانتحار التام الى 116 حالة خلال عام 2019 وبنسبة إنخفاض بلغت 18.3% مقارنة مع عام 2018.
ووقعت في الأردن خلال آخر 5 سنوات 621 حالات إنتحار تام (2015-2019) حيث سجل 113 حالة عام 2015، و 120 حالة عام 2016، و 130 حالة عام 2017، و 142 حالة عام 2018، الى جانب تسجيل 116 حالة عام 2019.
وأصبح موضوع الإنتحار ومحاولاته خاصة بين الإناث قضية ذات أهمية بالغة بعد الإرتفاع المستمر في عدد الحالات خلال السبع سنوات الماضية (2012-2018).
والإناث يشكلن حوالي 30% من حالات الإنتحار و 62% من محاولات الإنتحار، إلا أن أرقام عام 2019 تشير الى وقف الاتجاه التصاعدي لحالات الإنتحار، وتأمل “تضامن” إستمرار الإنخفاض خلال السنوات القادمة.
وصنفت إدارة المعلومات الجنائية في مديرية الأمن العام (وهي الجهة الوحيدة في الأردن التي تمتلك معلومات تفصيلية) أسباب ودوافع الإنتحار ومحاولات الإنتحار ضمن 10 تصنيفات مختلفة ، وهي أسباب عاطفية، أسباب مالية، الفشل والاحباط، أسباب أخلاقية، خلافات عائلية، أمراض ومشاكل نفسية، خلافات شخصية، أسباب إنسانية، أسباب أخرى، وأسباب مجهولة.
إلا أن تلك التصنيفات قد تتداخل فيما بينها، وبعضها قد لا يكون معبراً عن الأسباب الحقيقية للإنتحار.
فمثلاً هنالك تصنيف “خلافات شخصية” وتصنيف “خلافات عائلية” وتصنيف “أمراض ومشاكل نفسية”، فتحت أي تصنيف سيكون حال من تُقدم على الإنتحار من الإناث بسبب إعتداء أحد أفراد الأسرة عليها جنسياً، ودخولها في حالة نفسية سيئة، وهي دائمة الخلاف مع من إعتدى عليها؟.