أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء استعداده لتنظيم مؤتمر دعم دولي جديد للبنان الشهر المقبل بالتعاون مع الأمم المتحدة، بينما يمارس في بيروت ضغوطاً على القوى السياسية للإسراع في تشكيل حكومة بمهمة محددة، داعيا الى الأرقام الحقيقية بشأن النظام المصرفي اللبناني وتدقيق الحسابات.
وقال ماكرون خلال حوار مع ممثلين عن المجتمع المدني والأمم المتحدة على متن حاملة المروحيات "تونّير" في مرفأ بيروت "نحن بحاجة إلى التركيز خلال الأشهر الستة المقبلة على حالة الطوارئ وأن نستمر في حشد المجتمع الدولي".
اقرأ أيضاً : ماكرون يزور فيروز في بيتها ويصفها بالجميلة والقوية ويقلدها أرفع وسام فرنسي - صور
وأضاف "أنا مستعد لننظم مجدداً، ربما بين منتصف ونهاية تشرين الأول/أكتوبر، مؤتمر دعم دولي مع الأمم المتحدة"، مشيراً إلى استعداده لاستضافة المؤتمر في باريس.
وأشار إلى أن الهدف هو أن "نتمكن من أن نطلب مجدداً دعماً من الدول المختلفة لتمويل" مساعدات وشحنها فوراً إلى بيروت.
وفي التاسع من آب/أغسطس، بعد أيام من وقوع انفجار مرفأ بيروت، رعت فرنسا مؤتمراً دولياً لدعم لبنان تعهد خلاله المشاركون بتقديم أكثر من 250 مليون يورو لمساعدة اللبنانيين، على أن تقدم برعاية الأمم المتحدة وبشكل مباشر للشعب اللبناني، من دون أن تمر بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد.
وتوجه رئيس الصليب الأحمر اللبناني أنطوان زغبي للرئيس الفرنسي بالقول خلال اللقاء الحواري "ما من تقييم جيد للمساعدات منذ الرابع من آب/أغسطس"، موضحاً أن "ثمانين في المئة من الأدوية التي تصل إلى لبنان لا تتواءم" مع الاحتياجات.
وأوضح ماكرون "أعتقد أنه إذا أردنا المساعدة بطريقة أفضل، سنواصل الضغط وبأقصى ما يمكن على الدول التي تقدم" الدعم، مشدداً على ضرورة "العمل عبر منصة الأمم المتحدة بالتواصل معكم حتى نتمكن من معرفة الحاجات (..) وتقفي أثر كل ما يصل".
ويحفل برنامج عمل ماكرون الطويل الثلاثاء بلقاءات سياسية مهمة أبرزها مع رئيس الجمهورية ميشال عون وممثلي القوى السياسية الرئيسية.
ويحذر ماكرون الذي يزور بيروت للمرة الثانية خلال أقل من شهر، بأنّ مساعيه تعدّ "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ النظام السياسي والاقتصادي المتداعي في لبنان، وقد استبقت القوى السياسية الأساسية وصوله بالتوافق على تكليف مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة.