قضت الناشطة الحقوقية والمدافعة عن حقوق المرأة في تونس بشرى بالحاج حميدة فترة الحجر الصحيّ التي فرضتها السلطات للوقاية من جائحة كوفيد-19، في الاعتناء بحديقتها الخاصة والتفكير في قضايا اجتماعية.
اقرأ أيضاً : رغم الإجراءات الصارمة.. لماذا أصبحت هذه الدولة بؤرة لكورونا؟
تؤكد النائبة السابقة في مجلس النواب والرئيسة السابقة للجنة المكلّفة تقديم مقترحات تتعلق بقوانين الحريّات والمساواة في البلاد بعد ثورة 2011، في حوار أجرته معها وكالة فرانس برس باللغة الفرنسية على أن فترة الحجر التي أمضاها الرجل والمرأة سوية داخل منزلهما تمثل مناسبة لإعادة توزيع الأدوار والمهام بينهما.
ماذا تغير خلال فترة الحجر الصحيّ؟
لاحظت أن العديد من الشباب لم تكن لديهم مشكلة في أن يأخذوا على عاتقهم جزءا من المهام المنزلية، لكن السؤال هو: هل سيتواصل ذلك بطريقة طبيعية، أم كان فقط استجابة ظرفية؟
للأسف كان الحجر أيضا سببا لتنامي العنف ضد المرأة.
وجد العديد من الرجال الرافضين أساسا لتواجد المرأة داخل الفضاءات العامة، أنفسهم مجبرين على المكوث داخل المنزل، المكان المخصص عادة للمرأة، وكثيرون وجدوا صعوبة في تقبله.
لكن التأثير الإيجابي يكمن في أن النساء بدأن يتحدثن عن هذا العنف وينددن به بفضل المنظمات ووسائل التواصل الاجتماعي. أعتقد أنهن سيصبحن أكثر يقظة تجاه العنف.
لكن لا أعتقد أن هذا سيدفع الى إعادة نظر حقيقية في مسألة الأدوار التقليدية وعلاقات القوّة داخل العائلة. هذا موضوع لا يجري الكلام فيه، ولا يمكن أن نتوقع تغييرات حقيقية إذا لم نتطرق هذه المسائل في العمق.
كيف يمكن تغيير ذلك؟
يجب أن تكون هناك إرادة سياسية واضحة. أُصدم حين أرى أن ملف العنف ضد المرأة في تونس ودول أخرى، من اختصاص وزارة المرأة.
لا يوجد التزام من الدولة على المستوى الاجتماعي أو المالي أو الثقافي: كل القطاعات يجب أن تكون معنية وصولا الى رأس الحكومة.
هي الفرصة المناسبة اليوم لحثّ الناس على التفكير في العلاقات العائلية وفي العنف وللتعبير. لا يمكن ان تستمر الأمور على ما هي عليه.
يجب ان يطرح كل صحافي السؤال التالي على كل وزير: ماذا فعلتم في ملف العنف اليوم؟".
كان بالإمكان أن تمثل هذه المناسبة مجالا للتفكير في الطريقة التي ننظر بها الى العلاقات العائلية في العام 2020. وهذه إحدى أبرز نقاط الاختلاف مع الإسلاميين.
لكن ينقصنا تفكير جماعي لإعادة تعريف مفهوم العائلة وإعادة النظر في أولوياتنا.
يجب في المقام الأول وضع قطاع الصحة على السكة والاهتمام بالمسائل البيئية الغائبة تماما عن النقاش العام في تونس. يجب النظر أيضا في غياب المساواة الاجتماعية، وأن تؤمن الدولة كل الوسائل للجميع للعيش بكرامة دون الحاجة الى دعم: يجب أن يتحمل المواطن مسؤولية نفسه.
كيف أمضيت وقتك خلال الحجر؟
أستيقظ باكرا وأبدأ من الحديقة واكتشفت أنني لا أزال أتقن استعمال المعول، أحد أنشطة فترة الطفولة.
ليس ذلك عملا خاصا بالنساء، وقد فكرت بذلك كثيرا: كان العمل متعة، لم يكن إجباريا. اليوم، يقوم الرجال بأعمال الخياطة والطبخ، لا يجب أن تكون لدينا عقد من ذلك. أكون سعيدة حين أقوم بعملي بنفسي.