يعمل أطباء عرب ويهود سوياً في كيان الاحتلال لمكافحة وباء كوفيد-19 ولإسكات الذين "يبثون الكراهية"، وفقاً للبروفسور رافي فالدين، نائب رئيس مستشفى شيبا السابق، الذي يؤكد أيضاً أنه "لا فرق" بينهم.
اقرأ أيضاً : ارتفاع العدد الى 3865 ..ونتنياهو يجتمع لبحث الاغلاق الكامل
وقال البرفسور فالدين لوكالة فرانس برس "نحن نعمل على مدار الساعة مع الطواقم الطبية العربية (...) ليس فقط في زمن الكورونا" في هذا المستشفى الواقع بالقرب من تل ابيب ويعد من أفضل المراكز الطبية في العالم.
وأضاف أن "الجميع يحبهم (العرب) ويقدرهم ولا يوجد فرق بيننا، ثمة احترام (...) ومن دونهم ينهار الجهاز الطبي".
ويشكل أبناء الفلسطينيين الذين بقوا في أرضهم بعد إعلان اسرائيل في 1948، حوالى عشرين بالمئة من سكان الكيان المحتل. وهم يشيرون باستمرار إلى أنهم يتعرضون للتمييز الاجتماعي ويدينون القانون الذي يكرس الطابع اليهودي للدولة العبرية.
ولقيت صورة نشرت لممرضين يصليان أمام سيارة إسعاف، أحدهما يهودي والآخر مسلم، مواقف متفاوتة من قبل عدد كبير من مستخدمي الانترنت.
فبينما شدد البعض على "الوحدة في زمن الأزمة"، انتهز آخرون الفرصة ليشيروا إلى التفاوت الاجتماعي.
وتفيد دراسة لمعهد توب للدراسات الاجتماعية والسياسية في الكيان، أنّ معدل الفقر أكبر بكثير في القطاعات العربية حيث معدل العمر أقل بأربع سنوات مما هو عليه بين اليهود.
"في نفس الخندق"
يتهم فلسطينيو عام 48 باستمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالعنصرية وبالتحريض على الكراهية ضد أعضاء الأحزاب العربية الذين وصفهم ب"الخطر على الدولة"، بينما قال أحد وزراء حكومته إنهم "إرهابيون يرتدون بزات".
وعبّر البروفسور فالدين عن أسفه "لأن نتنياهو يعرف دور العرب في الجهاز الطبي، وفي كل المجالات، وهو يستمر ببث الكراهية والتحريض على العرب ويكذب من دون أي خجل ولا ضمير". وأضاف "يئست منه. العرب بمثابة قربان له ولسياسته وهو يريد فقط البقاء في منصبه".
ووقع 680 طبيبا عربيا ويهوديا الاسبوع الماضي عريضة تدعو نتنياهو إلى الكف عن "التحريض".
وقالوا "إننا مشغولون في غرف العمليات في هذا الوقت العصيب لا نفرق بين دم وآخر".
وقال شكري عواودة، طبيب في مدينة الناصرة وأحد المبادرين لهذه العريضة، "نحن العرب رأس الحربة، قلنا إنّ هدفنا حماية الانسانية عربا ويهودا ونتوجه الى المحرضين بأن يكفوا عن التحريض".
وتابع "نحن نعمل في نفس الخندق ونعمل معا على ادارة القضاء على الوباء الخبيث".
وتحدث عن "تعاضد عربي يهودي (...) لا أحد يتحدث عن القومية لو لم يقم نتانياهو بالتحريض".
وأحصت صحة الاحتلال حوالى أربعة آلاف إصابة و13 وفاة بفيروس كورونا المستجد.
"ليس لأننا أصحاء اكثر"
قال النائب جابر عساقلة من القائمة المشتركة في الكنيست الأسبوع الماضي إن "معطيات الاصابات بفيروس كورونا بين العرب قليلة، ليس لأننا أصحاء أكثر من اليهود بل لأنه لم تجر فحوصات كافية في البلدات العربية".
وأضاف "اطلب من وزارة الصحة فتح مراكز لفحص فيروس كورونا في البلدات العربية وتجهيزها بأدوات فحص بشكل عاجل جدا".
لكن التفسير الآخر لانتشار الوباء في المدن الكبرى بسرعة يكمن حسب الباحث محمد دراوشة، في أن "نحو سبعين بالمئة من المواطنين العرب يعيشون في قرى وفي منازل منفصلة".
وأضاف دراوشة الذي يعمل في "مركز جفعات حفيفا للتعليم" أنّه "في الوقت نفسه، يعيش سبعون بالمئة من المواطنين اليهود في المدن وفي مبان كبيرة".
وحذر من أن "البلدات العربية ليست مهيئة لموجة كبيرة من فيروس كورونا وتفتقر إلى موازنات مخصصة لتأهيل طواقمها في الحالات الطارئة".