بحسب أرقام عام 2017 لا يزال يعاني 821 مليون شخص من سوء التغذية فيما كان عددهم 784 مليوناً عام 2015، ويعاني 22% من الأطفال دون سن الخامسة (149 مليون طفل) من التقزم، و 7.3% منهم (49 مليون طفل) يعانون من الهزال، و 5.9% منهم (40 مليون طفل) يعانون من زيادة الوزن، وفقاً لما جاء في تقرير التنمية المستدامة لعام 2019 والصادر عن الأمم المتحدة، التي أكدت على أنه وبعد سنوات من التقدم الواسع في مكافحة الجوع إلا أن أعداد الجياع حول العالم في ارتفاع مستمر منذ عام 2014.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن التقزم يؤثر على نمو ملايين الأطفال وتطورهم المعرفي كما يزداد انتشار الوزن بينهم وهو الوجه الآخر لسوء التغذية والذي يطال جميع الفئات العمرية. وأصبح من الضرورة بمكان بذل الجهود المكثفة واتخاذ التدابير اللازمة من اجل تحسين حصول الجميع على الغذاء الآمن والمغذي والكافي.
اقرأ أيضاً : دراسة: الكرش أكثر خطورة على الإنسان من التدخين
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن الأردن يعاني من تحديات كبرى في تحقيق الهدف الثاني (القضاء التام على الجوع) على الرغم من تحقيقه حوالي 46% منه حسب مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2019. حيث إرتفعت نسبة السكان الذين يعانون من نقص التغذية لتصل الى 13.5%، وإنخفضت نسبة الأطفال دون الخامسة والذين يعانون من التقزم (7.8%)، وإنخفضت نسبة الأطفال دون الخامسة والذين يعانون من الهزال (2.4%)، فيما إرتفعت نسبة البالغين من السكان والذين يعانون من البدانة (35.5%).
وبالرجوع الى التقرير الاحصائي السنوي الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة لعام 2018، فقد بلغ عدد سكان الأردن 10.309 مليون نسمة مع نهاية عام 2018 ، وعدد الأطفال ذكوراً وإناثاً في الأردن والذين أعمارهم 5 أعوام فأقل بلغ 1.183 مليون طفلاً وطفلة، كما أن عدد السكان البالغين في الأردن 5.743 مليون نسبة ، وبتحويل النسب أعلاه الى أرقام، فإن 1.392 مليون نسمة يعانون من نقص التغذية، و 92.3 ألف طفل وطفلة يعانون من التقزم، و 28.4 ألف طفل وطفلة يعانون من الهزال، كما يعاني 2.03 مليون من البالغين من البدانة.
الأردن يعاني من جوع معتدل
يشار الى أن الأردن إحتل المركز 48 عالمياً من بين 117 دولة على مؤشر الجوع العالمي 2019 والصادر عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) ، الذي إعتبر أن الأردن يعاني من جوع معتدل.
ولمعرفة المفاهيم الخاصة بانعدام الأمن الغذائي وكيفية قياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، فيشير مصطلح "أمن غذائي وانعدام خفيف في الأمن الغذائي" الى عدم التيقن بشأن القدرة على الحصول على الغذاء. ويشير مصطلح "انعدام الأمن الغذائي المعتدل" الى تقويض جودة الأغذية وتنوعها وتقليص كمية الغذاء واسقاط بعض الوجبات الغذائية. في حين يشير مصطلح "انعدام الأمن الغذائي الشديد" الى عدم تناول أي أغذية لمدة يوم أو أكثر، أي المعاناة من الجوع.
ويعتبر التقزم (قصر الطول مقارنة بالعمر) من المؤشرات الأكثر شيوعاً لنقص التغذية بين الأطفال الى جانب الهزال (إنخفاض الوزن مقارنة بالطول) ونقص الوزن (إنخفاض الوزن مقارنة بالعمر).
وتشير "تضامن" الى أن التقزم ناتج عن عوامل رئيسية هامة تتعلق بالأمهات والأطفال على حد سواء، فالتقزم ليس نتيجة للغذاء وحده، وإنما الوضع التغذوي يتأثر بتمتع كل من الأم والطفل بالغذاء والصحة والرعاية. وترتبط صحة الأطفال ذكوراً وإناثاً بشكل مباشر بصحة أمهاتهم ، وإن الإهتمام بالإمهات قبل وخلال فترة الحمل وبعده تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال وتغذيتهم خاصة في الأشهر القليلة التالية على الولادة الى عمر السنتين.
هذا وقد إحتل الأردن مركزاً متوسطاً على مستوى العالم على مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2019، وهو المؤشر الذي يضم 162 دولة من بينها 19 دولة عربية، وتقدم الأردن 10 مراكز عالمياً ومركزاً واحداً على المستوى العربي (كان في المركز 91 عالمياً و 7 عربياً عام 2018) حيث إحتل الأردن المركز السادس عربياً والمركز 81 عالمياً وبدرجة 68.1 من 100.