تداول المئات من مستخدمي مواقع التواصل في لبنان خبراً مفاده أن شابة انتشرت صورها على نطاق واسع في الأيام الماضية في سياق المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في وسط بيروت هي فتاة سورية، لكن الخبر خطأ والشابّة لبنانية بحسب بطاقة هويّتها التي عاينتها وكالة فرانس برس.
ونشر عدد من المستخدمين صوراً للشابّة سناء الشيخ، تظهر في إحداها متسلقة حاجزاً معدنياً نصبته قوات الأمن عند مدخل أحد الشوارع المؤدّية إلى مجلس النواب في وسط بيروت، وفي أخرى واقفة في شارع وخلفها علم سوريّ.
وأُرفقت الصور بتعليقات منتقدة، منها "هذه الثورجية التي ظهرت كضحية على وسائل الإعلام البارحة وقالت إنها لن تتراجع وستتابع ثورتها حتى النهاية... اتضح أنها سورية الجنسية واسمها سناء الشيخ".
وتضمنت بعض التعليقات تعابير نابية.
مواجهات عنيفة في وسط بيروت
شهدت عطلة نهاية الأسبوع الماضي أعنف مواجهات منذ اندلاع الاحتجاجات في لبنان في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019. وأطلقت قوى مكافحة الشغب الرصاص المطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في محيط مجلس النواب.
في المقابل، عمد المتظاهرون إلى رشق الحجارة والمفرقعات النارية على عوائق أقامتها قوّات الأمن لمنع سلوك الطريق المؤدي الى مقر البرلمان، واستخدموا أغصان الأشجار وأعمدة إشارات المرور لمواجهة عناصر الأمن.
ويطالب المحتجون بإسقاط كامل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد ويحملونها مسؤولة انهيار الوضع في البلد في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية ومالية حادة.
وسجلت 546 إصابة على الأقل خلال يومين من متظاهرين ومدنيين، وبلغ عدد الجرحى يوم السبت وحده الذي شهد مواجهات استمرت ساعات طويلة 377 جريحا، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني.
ينتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي توجيه أصابع الاتهام إلى "مندسين" خلف الاحتجاجات والمواجهات الجارية، وانتشر على تويتر وسم #أنا_مندس يستخدمه العديد منهم منذ أسابيع، فيعرفون عن أنفسهم ويذكرون مهنتهم ويؤكدون مشاركتهم في التظاهرات، مرفقين التغريدة بالوسم.
وكتب أحدهم "قبل الظهر حين أعمل أنا مدير في شركة اتصالات، وبعد الظهر حين أذهب إلى مجلس النواب الزعران #أنا_مندس".
وتحدث معارضون للاحتجاجات ومؤّيدون للأحزاب المكوّنة للسلطة السياسية عن مشاركة فلسطينيين وسوريين في التظاهرات.
وفي هذا السياق، جاء الحديث عن أن سناء الشيخ ليست مواطنة لبنانية بل هي سورية تشارك في الاحتجاجات في لبنان.
اقرأ أيضاً : أول اجتماع للحكومة الجديدة في لبنان الغارق بأزمة غير مسبوقة
لكن سناء الشيخ لبنانية متحدرة من طرابلس، بحسب بطاقة هويّتها التي اطّلعت عليها مراسلة لوكالة فرانس برس في شمال لبنان، وهي تعمل حكماً في الاتحاد اللبناني لكرة القدم.
وتعليقاً على الصورة التي ظهرت فيها أمام علم سوري، قالت الفتاة لفراس برس "هذه الصورة تعود للعام الماضي حين كنت في طرطوس في زيارة".
وأضافت "انا أشارك في الاحتجاجات لأنني مظلومة من هذا النظام ولا أنتظر تبريراً من أحد".