قال الخبير التربوي د. بلال الجيوسي إن الضرب ليس وسيلة تربوية، ولا يمكن أن يسهم في تقّويم سلوك الطالب، بل العكس هو الصحيح، فالمعلم حينما يضرب الطالب، فهو يقول له: إنه بإمكانك أيها الطالب معالجة مشاكلك بالعنف. ما يساعد في انتشار العنف على نطاق واسع في المجتمع ،وليس فقط في المدارس.
وأضافة خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا إن العنف ظاهرة اجتماعية، تحتفي بالضرب، وترى أنه قد يكون مجديًا في تحقيق أهداف تربوية، وهذا من حيث المبدأ استنتاج غير صحيح البتة.
وأشار إلى أن الضرب غالبًا ما يكون ناتجًا عن إحباط أو غضب المعلم من عدم استجابة الطالب، وتفاعله مع الحصة، لكن بهذا العنف، حينما يجري اختياره كوسيلة للتربية، كما يعتقد صاحبه، يكون قد أقر بأنه عاجز عن معالجة مشاكل الطالب إلا بالضرب.
وأكد أن الأسر التي يسري فيها العنف داخل البيوت توافق على العنف ضد أبنائها في المدارس.
وقال إن 128 دولة في العالم لا تشرِّع العنف، ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى أفكارًا ليبرالية في التربية، غير أن 19 ولاية فيها تشرع العنف المقنن.
أما بخصوص المعلم، الذي ضرب الطالب، فأكد الجيوسي أنه ليس بصدد إدانته، بل التعاون جميعًا معه، ومع كل المعلمين، للتخفيف من ظاهرة العنف.
واعتبر أن التحدي الذي يواجه أي مؤسسة تربوية يتمثل في كيفية تحويل المدرسة إلى مكان جاذب للطالب، يحب أن يذهب إليها، صحيح أن المدارس الحكومية مكتظة، وتحتاج متطلبات غير موجودة، والمعلم مهموم بمشاكله، غير أن هناك وسائل تربوية كثيرة، يمكن أن يلجأ إليها المعلم بعيدًا عن الضرب.