انطلاق منتدى الاستثمار السعودي ينطلق بحضور مسؤولين ماليين وسياسيين كبار

اقتصاد
نشر: 2019-10-29 07:56 آخر تحديث: 2023-06-18 12:22
تعوّل السعودية على المؤتمر طي صفحة جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي
تعوّل السعودية على المؤتمر طي صفحة جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي

يشارك مدراء تنفيذيون ماليون كبار وقادة سياسيون في مؤتمر مهم في الرياض بدء من الثلاثاء، حيث تعوّل عليه  السعودية لطي صفحة جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي التي تسبّبت العام الماضي بمقاطعة للمنتدى الاستثماري.

وقال المنظمون إنّ نحو 300 متحدث من 30 دولة، بينهم مسؤولون أميركيون ورؤساء مصارف وصناديق مالية سيادية، يحضرون الحدث السنوي الذي يهدف إلى إبراز المملكة كوجهة استثمار ديناميكية.


اقرأ أيضاً : البنك الدولي: الأردن من أفضل عشرين دولة على صعيد التحسن في الترتيب "ممارسة الأعمال"


ويسهم الإقبال القوي على مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي يستمر حتى الخميس، في دعم جهود ترميم صورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تحدّثت تقارير عن دور له في الجريمة التي وقعت في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018، وهو اتهام نفاه الأمير الشاب.

وقال رئيس مجلس إدارة ارامكو ياسر الرميان في افتتاح المؤتمر إنّ "عدد المشاركين تضاعف منذ الجلسة الاولى"، مضيفا "نحن هنا لبناء صداقات وممارسة الأعمال".

وتسبّب قتل خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي منتقدة لسياسات الأمير محمد في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، بواحدة من أسوأ أزمات الدولة المصدرة للنفط دفعت بمجموعة من قادة الأعمال والسياسيين إلى الانسحاب من المؤتمر في اللحظة الاخيرة في نسخته الثانية.

لكن الحدث الذي يُطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء" تيمنا بمؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا، انطلق في نسخته الثالثة في وقت يبدو أن الغضب حيال مقتل الصحافي قبل عام في قنصلية بلاده في اسطنبول يتبدّد.

قادة أعمال وسياسة:

ويشارك في النسخة الحالية رؤساء أكبر المصارف العالمية وشركات إدارة الأصول وصناديق استثمار عالمية.

ومن أبرز المشاركين في المنتدى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس البرازيل جايير بولسونارو. كما يلقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خطابا في المؤتمر، وقادة أربع دول أفريقية أيضا.

ويقود وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين وفدا أميركيا بارزا يضم جاريد كوشنير، صهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومستشاره.

ومن بين الحاضرين أيضا الرؤساء التنفيذيون لكل من مؤسستي "بلاك ستون" و"سويفت بنك".

وسيشارك مسؤولون كبار من مصارف أميركية عملاقة، بينها "جي بي مورغن" و"بنك اوف اميركا". ويعمل المصرفان على مشروع طرح نسبة من أسهم عملاق النفط السعودي أرامكو للاكتتاب العام.

وورد في اللائحة أيضا حضور رؤساء الصناديق السيادية لكل من الكويت والإمارات وسنغافورة وروسيا.

وقال راين بول الباحث في مؤسسة ستراتفور الأميركية لوكالة فرانس برس إن نسخة العام الحالي "مغايرة جدا عن السنة الماضية".

وأضاف أن "التهديد بمعاقبة السعودية جراء سجلها في مجال حقوق الانسان، والذي قاد إلى مقاطعة العام الماضي، توقّف. ليس لدى العديد من الحاضرين أي مانع في التقرّب من السعودية".

الهدف أرامكو: 

وتترقب الشركات الكبرى والمصارف إعلان شركة أرامكو النفطية السعودية طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وتسعى للحصول على دور ما في عملية البيع التاريخية هذه.

وتخطّط المملكة لطرح خمسة بالمئة من أسهمها في السوق. ويقدر محللون قيمة الشركة بما بين 1,5 و2 تريليون دولار.

وقال ستيفان هارتوغ الاستاذ المساعد في كلية لندن للاقتصاد "أتوقّع أن يصبّ المراقبون الدوليون وكذلك الحضور (في المنتدى) اهتماهم على الاكتتاب العام المؤجل لأرامكو بدل تبعات (قضية) خاشقجي".

ونقلت تقارير أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية رجّحت بأن يكون الأمير محمد الذي يتمتع بنفوذ واسع في دوائر صنع القرار في الحكومة السعودية، أمر بتنفيذ عملية القتل.

واعتبر ولي العهد أنّ جريمة قتل الصحافي وقعت خلال وجوده في سدة الحكم ما يضعه في موقع من يتحمّل المسؤولية، لكنه شدّد على أنّها تمت من دون علمه.

ويقول مراقبون إن بعض الشركات العالمية التي تسعى إلى تفادي أي ضرر في سمعتها جراء ممارسة أعمال تجارية مع السعودية، ستتجنّب المؤتمر، ولكن من المرجح أن تجري اجتماعات على هامشه.

وتجنّب كثير من زعماء العالم الظهور إلى جانب ولي العهد السعودي بعد مقتل خاشقجي، إذ شكّلت الجريمة اختبارا للتحالفات بين الرياض وعواصم حليفة بينها الولايات المتحدة وباريس وغيرها.

وتواجه الرياض صعوبات في جذب الاستثمارات الأجنبية التي تحتاجها، خصوصا منذ حملة القمع التي بدأت في عام 2017 عندما تحول فندق ريتز كارلتون الفخم، وهو مكان انعقاد مؤتمر الاستثمار هذا الاسبوع، إلى سجن لمئات رجال الأعمال السعوديين وبعض أفراد العائلة الحاكمة.

وأفرج عن هؤلاء بعد أسابيع أو أشهر بعد تسويات دفعوا بموجبها مبالغ مالية كبيرة للسلطات، بحسب التقارير آنذاك.

أخبار ذات صلة

newsletter