الأشهر المتبقية من العام 2019 ستكون حافلة بقرارات تعزز الاعتماد على الذات، هذا ما قاله رئيس مجلس الوزراء الدكتور عمر الرزاز خلال المنتدى الاقتصادي الثاني الشهر الماضي وقبل يوم من الاعتصام الذي دعت إليه نقابة المعلمين للمطالبة بعلاوة الخمسين بالمئة.
اليوم ونحن على أعتاب سنة مالية جديدة وموازنة ستحدد ملامح الإنفاق للعام الجديد، لعل الشغل الشاغل للحكومة هو الاقتصاد الذي وصفه رئيس الوزراء في المنتدى ذاته بالمنهك، ولعله الشغل الشاغل للمواطن الأردني أيضاً، الوضع الاقتصادي المتغلغل في كل منحى من حياته، وقضية مطالبة المعلمين بعلاوة الخمسين بالمئة ليست بعيدة عن هذا الشأن.
مطلب المعلمين وإن كان في ظاهره فئوياً، إلا أنه لا يخرج عن إطار مطلب المواطن بشكل عام، توفير فرص عمل في ظل نسب بطالة مرتفعة، ورفع الأجور في ظل تدنيها نسبة إلى غلاء الأسعار والوضع المعيشي الصعب، لكن الحكومة التي ورثت أعواماً من الأعباء الاقتصادية التي لا تزال تتراكم على أبواب مجلسها، لا تستطيع أن تولي دلالها للمعلم فقط دون النظر في أمر فئات أخرى ترفع مضمون ذات المطلب.
اقرأ أيضاً : هل ترفع الحكومة مجددا الضرائب على الأردنيين؟ .. المعشر يجيب
ملف المعلمين الذي حاز على اهتمام الحكومة طوال الشهر الماضي بعد ضغوط مارستها نقابة المعلمين عبر إضراب شلّ العام الدراسي منذ بدايته، لا يزال يحظى بذات الاهتمام نظراً لأثره البالغ على المواطن والطالب والمعلم ذاته، إلا أن إدارة الحكومة لهذا الملف لم تثمر عن إعادة الاستقرار للعام الدراسي بعد، كما هو الحال في إدارتها لملفات أخرى هي في صميم اهتماماتها وتصريحاتها كالتشغيل وجذب الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الأعمال والتجارة وسياسة الاعتماد على الذات التي لم تخرج من إطار التصريحات والشعارات إلى الواقع الملموس بعد أيضاَ.
السؤال الأبرز اليوم ماذا أنجزت الحكومة ووزراؤها كل في إطار عمله وفي مجاله، كيف تعاطت مع باقي الملفات على طاولتها، أم أنها انشغلت بهذا الملف فتعطلت ماكينتها كما تعطلت حياة الأردنيين في أكثر من جانب؟
ها هو العام يكاد أن ينتهي على خطى النهضة، الشعار الذي يتصدر برنامج أولويات الحكومة للعامين 2019 و2020، وهو برنامج مليء بالطموحات بتصميم جذاب وكلمات مرصوفة ببلاغة، قد يظن قارئه أنه يحمل خطط ومفاتيح النهوض بالوطن لكن الحكومة التي تسلمت مفاتيح ولايتها منتصف العام الماضي لم تستطع حتى أن تبدأ العام الدراسي كما يجب وأن تحمل الطلاب على النهوض من فراشهم.