في أيلول 2008 استيقظت مها الحمارنة من نومها بتثاقل، بعد ليلة مقلقة دونما سبب، وقبل أن تغادر سريرها، أحست بشعور غريب، وبدأت بتفحص نفسها لتجد كتلة صغيرة في ثديها ما جعلها تفزع، ودونما تفكير اتجهت فوراً إلى طبيبها الذي هدأ من روعها، ونصحها بإجراء فحص الماموغرام لمعرفة ماهية هذه الكتلة.
خرجت مها " 54 عاما " وهي ارملة وام لثلاث بنات من عيادة الطبيب وتوقعت حدوث الأسوأ، وجلست في استراحة العيادة ساكنة لبرهة من الوقت مر أمامها شريط من ذكريات مبعثرة، فعادت بها الذاكرة إلى أيام طفولتها ومراهقتها التي كانت مفعمة بالقوة والحيوية.
اقرأ أيضاً : دراسة: الأردنيات يتجنبن فحوصات سرطان الثدي
تقول مها في لقاء مع وكالة الانباء الاردنية (بترا): جاءت نتيجة فحص الماموغرام لترسم واقعاً جديداً على حياتي وبناتي، فقد تأكدت إصابتي بسرطان الثدي في مرحلته الثانية بعدها توجهت إلى مركز الحسين للسرطان لأخضع في البدء لعملية استئصال للثدي، وعملية لإعادة ترميمه.
وتضيف مها التي تسكن بضاحية الرشيد في عمان: بعد نجاح العملية بحمد الله، كان علي أن اخضع لسلسلة من جلسات العلاج الكيماوي، اذ استجاب جسمي للعلاج وشفيت تماماً من السرطان، ولا ازل اخضع للفحوص الدورية وفحص الماموغرام كل ستة أشهر للتأكد من عدم عودة السرطان.
تقول "لقد اخبرني اطباء المركز بأنني كنت المريض المثالي خلال فترة علاجي، فلطالما واظبت على البحث والقراءة عن مرضي وعرفت من خلال قراءتي بأن فرص النجاة من هذا المرض كبيرة جدا ما جعلني متفائلة جدا".
وتتابع: فبعد تجربتي مع المرض، صرت أعي تماما أهمية نشر الوعي والتثقيف والمعرفة بمرض السرطان، لذا أصبحت من أكثر متطوعي مؤسسة الحسين للسرطان نشاطاً وتفاعلاً فيما يتعلق ببرامج التوعية والكشف المبكر، إضافة إلى مشاركتي في العديد من أنشطة المؤسسة لحث الناس على الاشتراك في برنامج "رعاية" للتأمين ضد مرض السرطان.
وتمضي قائلة: اصبحت أواظب على زيارة المركز، والتقي المرضى ممن علموا للتو بأنهم مصابون بالسرطان، لنخبرهم بأن السرطان التشخيص لا يعني النهاية، وهو ليس بمثابة حكم بالإعدام، ولا يعني نهاية الأحلام أو نهاية الطموح، وأنا أمامكم مثال حي على ذلك.