"دواء حي".. علماء يبعثون الأمل في علاج سرطان

هنا وهناك
نشر: 2023-08-03 12:50 آخر تحديث: 2023-08-03 12:50
صورة تعبيرية لخلايا سرطانية
صورة تعبيرية لخلايا سرطانية
  • لاحظ الباحثون استمرار حماية جسم المريض بأسطول من الخلايا المناعية القاتلة

أفاد تقرير نُشِرَ على موقع "ساينس ألرت" بأن علماءً قد عثروا على "دواء حي" استثنائي في الدم لأحد المرضى الناجين من السرطان في مراحله الأخيرة، مما يشجِّع على اكتشاف علاجات ناجحة للعديد من المصابين بهذا المرض.

وبعد مرور عام على العلاج، لاحظ الباحثون في جامعة كارديف البريطانية استمرار حماية جسم المريض بأسطول من الخلايا المناعية القاتلة المعروفة باسم "الخلايا التائية".


اقرأ أيضاً : "حماية مدى الحياة".. اكتشاف ثوري لمحاربة السرطان


وأكد عالم الأحياء في جامعة كارديف، آندي سيويل، أن الخلايا التائية الخاصة تلعب دورًا أكثر فعالية في التعرف على الأورام ومهاجمتها من الخلايا التائية العادية. وقال: "النتائج التي توصلنا إليها فاجأتنا حقًا، حيث أظهرت أن الخلايا التائية الفردية قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية من خلال عدة بروتينات مختلفة مرتبطة بالسرطان في وقت واحد".

علاج"TIL"

ويتمثل العلاج الذي أدى إلى شفاء بعض المرضى المصابين بالسرطان في المراحل النهائية بـ"TIL" أو "الخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم"، والذي ظهر في العقد الماضي كطريقة جديدة وفعالة لاستئصال الأورام في مراحلها المتأخرة.

يتضمن العلاج "TIL" أخذ خلايا الدم البيضاء من المريض مباشرة من الورم وتعزيز نموها بشكل مصطنع لمهاجمة السرطان بشكل أكثر فعالية. وفي التجارب السريرية، أظهر العلاج نجاعة تفوق 80 بالمئة حتى الآن.

وبالرغم من نتائجه المذهلة، فإن عملية عمل هذا العلاج على المستوى الخلوي لم تزال غامضة، وهو ما يحاول الباحثون في جامعة كارديف فهمه. وأظهرت النتائج الأولية للتجارب السريرية أن الناجين من السرطان الذين عولجوا بـ"TIL" يظهرون استجابات قوية للخلايا التائية لفترة تزيد عن عام، ولاحظ الباحثون وجود "خلايا تائية متعددة الجوانب" لدى بعض هؤلاء المرضى، مما يشير إلى قدرتها على الاستجابة لمختلف أنواع السرطان.

ويوضح سيويل: "الأهم من ذلك إننا رأينا أعدادًا كبيرة من الخلايا التائية متعددة الشُعب في دم الناجين من السرطان، ولم نرَ مثل هذه الخلايا في الأشخاص الذين يتقدم فيهم السرطان".

ويعمل الباحثون الآن على متابعة هذه الاكتشافات ودراسة الخلايا التائية المتعددة الجوانب وهي تهاجم السرطان في المختبر، لكشف أسرار هذا العلاج الواعد وتحديد دور تلك الخلايا المناعية في نجاحه.

خلايا "CAR-T"

وعن ذلك، يقول عالم المناعة في جامعة كارديف، جاري دولتون، وأحد المؤلفين المشاركين في الدراسة: "نأمل في التحقق فيما إذا كان من الممكن استخدام الخلايا التائية متعددة الشُعب المهندسة لعلاج مجموعة واسعة من السرطانات بطريقة مشابهة لكيفية استخدام خلايا CAR-T المهندسة الآن لعلاج بعض أنواع اللوكيميا (سرطان الدم)".

وخلايا "CAR-T" هي علاجات خيمرية لخلايا تائية لمستقبلات المستضدات، وقد تمت الموافقة عليها بالفعل كعلاج لسرطان الدم من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية.

ويختلف "CAR-T" قليلا عن علاج "TIL" لأنه يعيد برمجة خلايا تائية معينة لاستهداف أجزاء معينة من الخلية السرطانية.

ونظرا لأن الخلايا التائية المستخدمة في "علاج تي آي إل" تأتي مباشرة من ورم صلب، فهي أكثر تنوعا، ولا يحتاج العلماء إلى العبث بآليات هجومهم بنفس القدر، ربما هذا ما يجعلها فعالة للغاية ضد العديد من أنواع السرطان.

أخبار ذات صلة

newsletter