قررت شركة مناجم الفوسفات الأردنية زيادة غلاء المعيشة للعاملين في الشركة بمبلغ 20 ديناراً شهرياً، وصرف مبلغ 550 ديناراً كمكافأة مقطوعة ولمرة واحدة، بالإضافة إلى 2 بالمئة من صافي أرباح أعمال التعدين والأسمدة / المجمع الصناعي في العقبة.
وجاءت هذه القرارات في ضوء الأرباح التي حققتها الشركة خلال العام الماضي 2018، وما تشهده من تحسن كبير نتيجة إجراءات ضبط النفقات التي اتخذها مجلس إدارة الشركة، بعد ان تكبدت الشركة خسائر وصلت الى 90 مليون دينار عام 2016 كادت أن تؤدي إلى تصفيتها.
وأعلن رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور محمد الذنيبات، خلال لقائه أمس الهيئة العامة للنقابة العامة للعاملين في المناجم والتعدين بحضور عدد من أعضاء مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي للشركة، ورئيس النقابة خالد الفناطسة، صرف الزيادة ومكافأة الإنتاج تقديراً لجهود العاملين في الشركة وتفانيهم في مختلف مواقع العمل.
وعزا الدكتور الذنيبات النجاحات التي حققتها الشركة، إلى جملة من الإجراءات التصحيحية التي اتخذها مجلس الإدارة وأسهمت في ضبط النفقات بمبلغ وصل العام الماضي الى 42 مليون دينار. وقال إن سياسة ضبط الإنفاق في الشركة حققت وفراً مالياً بقيمة 16 مليون و915 ألف دينار خلال العام 2017، فيما بلغت قيمة الوفر الذي حققته الشركة جراء هذه السياسة منذ بداية العام الماضي وحتى نهاية شهر تشرين الثاني منه 41 مليون و853 ألف دينار.
وعرض الدكتور الذنيبات خلال اللقاء لأوجه ضبط الإنفاق في الشركة، والتي شملت تخفيض كلف التعدين والانتاج بنسبة 16 بالمئة عما كانت عليه عام 2017، وزيادة كميات الانتاج وتخفيض كلف الطاقة، وكلف صيانة المعدات والاليات الثقيلة وايجارها، ونقل الفوسفات، بالإضافة الى مصاريف التسويق وغيرها من اوجه الانفاق. وقال الدكتور الذنيبات إن الشركة ركزت على زيادة عمليات الكربلة لمادة الفوسفات، والحد من العطاءات الخاصة بالتعدين، ما أسهم في خفض الكلف التي تدفعها الشركة لغايات التعدين.
وأكد أن الشركة ستلجأ إلى استثمار بقايا الفوسفات المعدن المتواجدة منذ فترة طويلة في مواقع عمل الشركة والتي تقدر بنحو 60 مليون طن بحاجة الى كربلة ومعالجة، مبينا ان كميات الفوسفات الممكن الحصول عليها والقابلة للبيع بنحو 15 مليون طن، ما سيوفر على الشركة تكاليف التعدين الكبيرة، وتخفيض كلف إنتاج الفوسفات بنسبة لا تقل عن 25 بالمئة من كلف التعدين والمساعدة على تعزيز استقرار الشركة.
وأوضح الدكتور الذنيبات أن الشركة ونتيجة لما قامت به من اجراءات، تمكنت من التخلص من خسائرها للعامين 2016 و2017 والتي بلغت 136 مليون دينار، متوقعاً أن تتجاوز أرباح الشركة للعام الماضي 43 مليون دينار.
وأكد الدكتور الذنيبات ان اجراءات ضبط النفقات التي تتخذها الشركة لم لن تمس حقوق ومكتسبات اي من العاملين في الشركة، وأن حقوق العمال مصونة، معربا عن شكره لجميع العاملين في الشركة على تعاونهم وجهودهم التي بذلوها في الالتزام بخطة الانتاج وخطة ضبط النفقات، ما اوصل الشركة الى حالة متقدمة عما كانت عليه.
وكشف الدكتور الذنيبات أن شركة الفوسفات تتفاوض الان مع إحدى الشركات لأنشاء مصنع لحامض الفوسفوريك في منطقة الشيدية، حيث سينتج المصنع بالإضافة إلى حامض الفوسفوريك، اعلاف للحيوانات، فيما اكد وجود مفاوضات مستمرة مع مستثمرين لتحديث مصنع فلوريد الالمنيوم في العقبة.
وقال الدكتور الذنيبات إن الشركة خصصت مبلغ 20 مليون دينار لإعادة تأهيل المجمع الصناعي في العقبة، حيث تم الانتهاء من وضع خطة التأهيل، فيما تم طلب شراء الاجهزة والمعدات اللازمة، مبينا أن عملية التأهيل سترفع الطاقة الإنتاجية للمصنع من مادة السماد.
وبين ان انتاج المجمع الصناعي من مادة السماد ( DAP ) بلغ 379 الف طن عام 2017، وارتفع العام الماضي ليصل الى 635 الف طن بزيادة مقدارها 170 بالمائة، بعد صيانة وتشغيل وحدتي الانتاج لمادة السماد.
وقال ان التوجه نحو إيجاد صناعات جديدة في قطاع الفوسفات، سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتشغيل المزيد من الأيدي العاملة، في الوقت الذي تطمح فيه الشركة لزيادة الاستهلاك المحلي من الفوسفات.
وفيما يتعلق بالتأمين الصحي للعاملين في الفوسفات، أكد الدكتور الذنيبات حرص الشركة على استمرار تقديم أفضل الخدمات الصحية للعاملين فيها، لافتا الى ان نفقات التأمين الصحي للعاملين والمتقاعدين في الشركة زادت عن 10 ملايين دينار.
وكان رئيس النقابة العامة للعاملين في المناجم والتعدين خالد الفناطسة، أكد في بداية اللقاء حرص العاملين على استقرار واستمرار شركة مناجم الفوسفات، ودعم النقابة لكل الجهود التي يقوم بها مجلس إدارة الشركة في هذا الإطار.
ودعا الفناطسة العاملين في الشركة الى عدم الالتفاف الى الشائعات والحملات المغرضة التي يطلقها البعض وتجانب الحقيقة من قبل بعض الفئات التي تضررت مصالحها نتيجة للإجراءات التصحيحية التي بدأها مجلس إدارة الشركة.
من جانبهم، عبر أعضاء الهيئة العامة للنقابة عن تقديرهم للجهود التي يبذلها رئيس واعضاء مجلس ادارة الشركة والادارة التنفيذية والتي اسهمت في اعادة الاعتبار لشركة مناجم الفوسفات ووضعها على المسار الصحيح، مؤكدين دعمهم لهذه الجهود للنهوض بالشركة وتعزيز دورها في رفد الاقتصاد الوطني.