طلبت السفارة الإيرانية لدى بغداد، مساء الجمعة، من رعاياها في البصرة، جنوبي العراق، مغادرة المحافظة المنتفضة "فورا"، وذلك بعدما اقتحم متظاهرون غاضبون مقر قنصليتها وأضرموا فيها النيران، احتجاجا على تدخل طهران في شؤون بلادهم.
وكان 20 ألفا من المتظاهرين الغاضبين حاصروا مقر القنصلية الإيرانية لساعات عدة، قبل أن يقتحمها المئات منهم ويضرموا فيها النيران، وأظهرت لقطات مصورة ألسنة اللهب وهي تلف المقر الدبلوماسي.
وتصاعدت هتافات "إيران بره بره" في احتجاجات متظاهري البصرة الغاضبين من إهمال البنية التحتية المتداعية بمدينتهم. ويظهر اقتحام القنصلية حجم الغضب الشعبي في العراق إزاء التدخل الإيراني في شؤون بلادهم.
وهذه ليست المرة الأولى، التي يعبر فيها المتظاهرون الغاضبون من التدخل الإيراني في شؤون بلادهم وسيطرتها التامة على بعض الأحزاب وتدريبها للميليشيات والجماعات المسلحة.
والقنصلية الإيرانية أحدث منشأة يقتحمها المتظاهرون الغاضبون على تردي الأوضاع المعيشية في المحافظة الغنية بالنفط، إذ اقتحموا وأحراقوا مقار حكومية وأخرى تابعة لأحزاب وميليشيات موالية لطهران.
ومنذ مطلع يولي الماضي، تشهد محافظات جنوبي العراق، وخاصة البصرة، بصورة يومية احتجاجات ومواجهات مع قوات الأمن، بسبب تردي الخدمات الأساسية، من بينها الانقطاع المتكرر للكهرباء خلال أشهر الصيف، ونقص مياه الشرب وتفشي البطالة والفساد.