استكمال وترميم جدارية الدوار الثالث  "قمر عمّان" برعاية دهانات ناشونال.. صور

هنا وهناك
نشر: 2018-07-24 06:52 آخر تحديث: 2023-06-18 12:32
استكمال وترميم جدارية الدوار الثالث  "قمر عمّان" برعاية دهانات ناشونال 
استكمال وترميم جدارية الدوار الثالث  "قمر عمّان" برعاية دهانات ناشونال 

 بعد أكثر من 15 عاماً، واصل الفنان التشكيلي والنحات الأردني غسان مفاضلة استكمال وترميم جدارية "قمر عمّان" التي توزعت على الواجهات السبع لنفق الدوار الثالث برعاية دهانات ناشونال وبالتنسيق والتعاون مع أمانة عمان الكبرى.

 الجدارية التي بدأها الفنان في العام 2002 بمناسبة اختيار عمّان عاصمةً للثقافة العربية من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وأنجز منها آنذاك ثلاث واجهات، حافظت على مدار أكثر من 15 عاماً على قسماتها الفنية والجمالية، بالرغم من موقعها الذي تحيط به الجسور الأنفاق، وتنبعث منه عوادم السيارات من جميع الجهات.

التكوينات الفنية لجدارية "قمر عمان" التي تبلغ مساحتها نحو 350 متراً، تحاكي على نحو غير مباشر المشهديات الطوبوغرافية والعمرانية التي تتزيّن بها جبال عمّان، وهو ما جعل من الجدارية مشهداً  "بانوراميا" مفتوحاً على الفضاء العام للمدينة بمفرداتها البصرية والجمالية. وعلى امتداد الواجهات السبع  للجدارية، انتظمت العديد من الرموز والإشارات الدالة على علاقة الإنسان مع المكان، مثل البيت والطريق والجبل؛ لتشكّل فيما بينها، حواراً مُطلّا على النسيج البصري الذي تتفرّد به جبال عمّان.

الألوان الصريحة الساطعة التي كست واجهات الجدارية، مثل الأحمر والأزرق الأصفر والأخضر، جاءت لتأكيد فاعلية العلاقة بين الشكل والحركة؛ فكانت الحُزم اللونية المتماوجة على سطح الجدارية، واحدةٌ من تجليات تلك الفاعلية.

ومن خلال اختزال مفردات الجدارية، مثل البيت والطريق والجبل، تم اشتقاق حروف كلمة عمان التي توسطت الجدارية، وانتظمت مع نسيجها البصري.

فيما يشير اسم "قمر عمان" الذي أطلق على الجدارية، إلى شاعرية المشهد البانورامي، وتتبع تحولاته وتنوعاته في فضاء الجدارية والمدينة على حدٍ سواء.

الحلة الجديدة التي اكتستها الجدارية بعد 16 عاماً، جاءت بوصفها إعادة تشكيل "أو إعادة انتاج" للمفردات المكانية التي تشكلت منها الجدارية بدايةً، وهي المفردات التي أفضت إلى معاينة العلاقة مع المكان بوصفه ذاكرة وهوية لا تنفصلان عن ذاكرة وهوية قاطنيه.

تنتمي جدارية "قمر عمان" إلى سلسلة أعمال "الإنسان والمكان" الجدارية والنحتية التي شرع الفنان في تصميمها وتنفيذها قبل نحو عقدين في عمان وعدد من المحافظات الأردنية.

 وحول العلاقة بين المكان والإنسان والعمل الفني، يؤكد مفاضلة الذي صدر له مؤخراً كتاباً نقدياً بعنوان "خزائن المرئي- مشهد نقدي في التشكيل العربي المعاصر" أن المكان ليس حيّزاً مستقلا عن الفضاء الحيوي للإنسان "فحينما يشكل المكان الفضاء العياني/ المجسّد الذي نمارس من خلاله جميع حيواتنا، لا بد أن يكتسب جزءاً من سماتنا الخاصة بنا. والمكان بفعل ذلك، يخرج من كونه حيزاً ساكناً ومحايداً، إلى كونه حاضنٌ لفاعليات الإنسان، وخاضعٌ على الدوام للتأثر والتأثير".

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

newsletter