أكد سمو الأمير الحسن بن طلال أهمية احترام الاختلاف وقبول التنوع في إقليم المشرق الذي يعد مقرا للحضارات، مشيرا إلى ضرورة السعي نحو بناء الثقة المستند إلى قاعدة معرفية تسمح بتطوير الجانب الإنساني والأخلاقي وتحد من المعاناة الإنسانية.
وقال سموه خلال افتتاحه ورشة عمل بعنوان "تبادل التعلم الاستراتيجي للأمم المتحدة حول الدين والتنمية والعمل الإنساني" اليوم الاربعاء، إنه لا بد من تعزيز مفهوم المواطنة من أجل الجميع على أساس المعرفة والتمكين والتأهيل لبناء السلم في المنطقة، وأن تكون لغة الحوار قائمة على المودة والتضامن.
وأشار سموه إلى أن الأمية ليست فقط في عدم القدرة على القراءة والكتابة ولكن في غياب طلاقة التعبير الثقافي، داعيا إلى الانتقال في الخطاب المجتمعي لإبراز الدور الأساسي للدين والإيمان في الحياة اللذين لا يتعارضان مع القضايا التقنية والمعاصرة، فالدين مبني على احترام الإنسان لأنه إنسان ومستخلف في الأرض.
ولفت سموه إلى أن الأزمات لا تقرأ الخرائط، داعيا إلى تطوير مفهوم إقليمي يعيد ارتباط الإنسان بالطبيعة مثل مفهوم "الحِمى" الذي يعزز للتقارب بين البيئة الإنسانية والطبيعية.
وتعد ورشة العمل مبادرة شراكة تحظى بتأييد فرقة العمل المشتركة بين الوكالات المعنية بالدين والتنمية التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب الشراكة الدولية حول الأديان و التنمية، وأكاديمية الريادة في العمل الإنساني، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، ومنظمة الرؤية العالمية الدولية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي.
من جهته قال رئيس دار إفتاء صيدا في لبنان محمد أبوزيد إن هناك احتراما وثيقا بين الأديان والأخلاق، فالمجتمع المتحضر والمتقدم يضم التنمية المستدامة والدين جنبا إلى جنب، لافتا الى أن الدين الإسلامي الحنيف لا تتعارض أحكامه ودستوره مع مفهوم الدولة المدنية الحديثة وهناك العديد من النصوص في القران والسنة التي تحث على ذلك.
وأكد نائب سفير جمهورية ألمانيا الفيدرالية بالأردن شر وير أن الأردن يعتبر مثالا واضحا على الحوار الإيجابي بالمنطقة وبخاصة من خلال المؤسسات الدينية وقدرتهم على تقديم الإغاثة والتنمية، ما يدعو إلى أهمية تعزيز هذه القدرات، مشيرا إلى أن بلاده قامت بدعم الأردن في تعزيز قدراته المائية لإحداث التنمية المستدامة خاصة في المناطق التي تستضيف اللاجئين السوريين.
وبين الأسقف السوري لوادي النصارى الياس تومي أن التزام الكنيسة بالإغاثة هو منذ قدم السنين وهي تشجع على ذلك دائما من باب الإيمان بالأعمال دون التميز بين عرق ولون ودين وجنس؛ موضحا أن الكنيسة في سوريا قامت منذ بدء الأزمة السورية باستقبال العائلات النازحة، واغاثتهم مع التركيز على محاربة خطاب الكراهية والطائفية.
وتحدثت مساعد الأمين العام المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ناتاليا كانم، خلال فيديو مصور، عن آليات العمل التي تستهدف تجسيد سبل الحوار بين مختلف الديانات في العالم ليسود السلام والأمان.
ويشارك في الورشة على مدى ثلاثة ايام خبراء مختصون من مختلف دول العالم في مسعى للإجابة عن تساؤلات عن كيفية تفاعل أو تقاطع الإيمان مع التنمية والعمل الإنساني، وما هو التغيير المطلوب من الأمم المتحدة والحكومات لتحسين الشراكات مع الجهات الفاعلة الدينية عند تنفيذ الأعمال التنموية والإنسانية.