ليس هنالك أقرب إلى قتل إنسان من هدم بيته أو منزله بعد إخراجه منه مقهوراً ومكسوراً ... والأصعب من ذلك أن تضفي الأنظمة والتعليمات الشرعية على هذا الهدم ... البيوتُ تُقتَل كما يُقتَل سكانُها.
تسعة عشر منزلاً سيتم هدمها منتصف هذا الشهر في حي المغيرات في منطقة النصر، في عمليةٍ تعتزم أمانة عمان تنفيذها لتشمل في مراحلها اللاحقة أكثر من ثمانين منزلاً ... معللّة هذا القرار بإزالة الاعتداءات عن سعة شارع الأربعين الذي انتقل تنفيذه فجأةً إلى رأس سلم أولويات الأمانة.
منازل وعقارات تثبت سندات قبض المسقفات وفواتير المياه والكهرباء المدفوعة من قبل السكان أنها اكتسبت الصفة القانونية منذ أكثر من عقدين من الزمان، يبيت أصحابها على وقع كوابيس تحمل أصوات الجرافات والمطارق التي ستتقدم بعد أيام نحو الجدران التي دفعوا ثمنها من عرق الجبين وبنوها على أساس مبايعات رسمية يحتفظون بها على أراضٍ شروها خاليةً من أية شوارع تنظيمية كما تؤكد المخططات القديمة التي بحوزتهم.
قرار الازالة الذي تسلم أصحاب تلك البيوت إنذاراته النهائية يشمل هدم منازل مستقلة وطابقية تعود لمالكين لم يجدوا وسيلةً غير التجمع حول ميكروفون رؤيا بعد أن ضاقت بهم السبل ولم يستمع أحد استغاثاتهم، علّهم يجدون من يستمع إلى ندائهم الأخير.
إقرأ أيضاً: اخلاء عائلتين في الطفيلة لانهيار جرف ترابي
هنا المغيرات !!! أمانة عمان الكبرى ترحب بكم، حيث ستنتهي أحلام هذه العائلات عند أقرب أمر من أوامر الحركة التي ستصدر إلى آليات الهدم لتصنع من بيوتهم قصصًا خبريةً حزينة جديدة.
من جهته قال مدير دائرة رقابة الإعمار في أمانة عمّان رائد حدادين ان هؤلاء الاشخاص لم يشتروا الاراضي بالطرق القانونية، مشيرا الى انه يجب ان تكون تراخيص الأراضي ممنوحة من الجهات ذات العلاقة.
وأضاف حدادين ان هذه الاراض موجودة فوق شوارع وهي غير مطابقة للمواصفات والمقاييس.
وقال لن نسمح لأي شخص بالاعتداء على الشوراع، وهؤلاء الأشخاص قاموا ببناء منازلهم دون اخد تراخيص من الجهات المختصة.
وبين بانه يجب ان تكون التراخيص اللازمة للبناء لقطع اراضية مملوكة لاشخاص ويوجد فيها قواشين.