رعى وزير العمل علي ظاهر الغزاوي بحضور مدير منظمة العمل العربية فايز المطيري الثلاثاء ندوة “تشغيل الشباب وتحديات التنمية المستدامة” في فندق الهوليدي ان ، التي نظمتها منظمة العمل العربية بالتعاون مع وزارة العمل.
ويأتي انعقاد الندوة انطلاقاً من اهتمام منظمة العمل العربية بقضايا التنمية الشاملة وتأكيدها المستمر على الصلة الوثيقة بين التنمية والتشغيل، وعملها الدائم على إعلاء قيمة العمل وإعطائه مكانة متقدمة في مضامين التنمية.
وقال وزير العمل ان الحكومةُ في الأردن أخذت على عاتقِها، ومنذ يومها الأوّل، أن تسعى جاهدةً لتوفير فرصِ العملِ للشباب، وبطرقٍ غير تقليديّة، إذ لابدّ من تمكينِ الباحثينَ عن العمل ليصبحوا منتجينَ للأعمالِ لا باحثينَ عنها، ومضى قائلا وحتى لا يبقى الشبابُ تحتَ وهم الاعتقادِ بأن الوظيفةَ الحكوميّةَ العامّةَ هي ملاذُهم الأفضل وبشكلٍ يحمِّل الاقتصادَ والمجتمعَ أعباءً كبيرةً ونفقاتٍ جاريةً لم يعد قادراً عليها، وضعت الحكومةُ برامجَ عديدة لترجمةِ سياسة "التشغيل بدل التوظيف"، وخصّصت مبالغَ في النصفِ الثاني من العام السابق تقدّر بنحو (80) مليون دينار، لتمكّنَ الشبابَ من أن يصبحوا روّاداً في الأعمال، ومبتكرينَ في الإنتاجِ والتسويق، وصولاً إلى آفاق جديدة، كما فعَّلت الحكومةُ استراتيجيّةَ التشغيلِ الوطني، وترأسَ رئيسُ الوزراء أعمالَ الفريقِ الوزاريّ الذي تشكّلَ لمتابعةِ الإنجازِ في هذهِ الاستراتيجيّة.
واضاف الغزاوي ان الحكومة قامت بتفعيلِ برامجِ التدريبِ المهنيِّ ، والاستفادةِ منْ تجاربِ الدولِ المتقدِّمةِ في هذا المجالِ ، من أجلِ إنشاءِ مراكزَ للتدريبِ المهنيِّ بمواصفاتٍ عالميّةٍ ، تدار من قبل القطاع الخاص تسهمُ في تمكينِ الشبابِ وتأهيلِهم للحصولِ على فرص عملٍ مجزيةٍ في القطاع المهنيِّ , مؤكدا اهمية إصلاح قطاع التعليم والتدريب المهني والتقني , وفقاً لإطار زمني تم تحديده وإعداده ودخل حيز التنفيذ بجهود المعنيين في قطاع التدريب والتعليم المهني والتقني ، ليسهم بحفز النمو الاقتصادي في الاردن ودعم الاستراتيجية الوطنية للتشغيل وسوق العمل، جاء إنسجاماً مع أولويات النمو الاقتصادي الوطني من خلال تطبيق المعايير المعترف بها دوليا التي من شأنها ان تعزز مكانة الاردن في الاقتصاد العالمي .
واشار الغزاوي ان وزارة العمل قطعت شوطا كبيرا في مشروع التدريب المهني الالكتروني والتدريب عن بعد الذي يأتي إنسجاماً مع خطة الحكومة بالتوسع في تقديم الخدمات الالكترونية لمتلقي الخدمة ومواكبة المستجدات العالمية والتطورات التقنية في هذا السياق . لافتا الى اجراءات الوزارة في التوسع بإنشاء الفروع الإنتاجية. (مصانع المحيكات والالبسة) لتوفير فرص تدريب وتشغيل للمتعطلين عن العمل وخاصة من الإناث في المناطق ذات المعدلات المرتفعة للبطالة والفقر وخاصة من النساء , وجذب الاستثمارات إلى المناطق النائية والمجتمعات الفقيرة وإحياءها اقتصاديا واجتماعيا, والإستمرار في تبني برامج التدريب لغايات التشغيل من خلال اتفاقيات قطاعية , وربط الحوافز الاستثمارية بفرص العمل المستحدثة للأردنيين.
واكد ان الحكومة ادركت مدى اهمية المشاركة الفاعلة للمراة في سوق العمل, واثر ذلك على دفع عجلة التقدم والازدهار ، ما دفعنا إلى إجراء المعالجات اللازمة الممكن تنفيذها في الوقت الحالي لزيادتها ، مع تحقيق أوجه الثبات الوظيفي وضمانات عدم الانسحاب ، خاصة بالنظر إلى الأعداد الكبيرة للفتيات المسجلات على قوائم الانتظار في ديوان الخدمة المدنية . حيث تم مؤخرا اصدار نظام العمل المرن، الذي يخدم بصورة اساسية المراة العاملة ويعد انجازا لها .
وبين الغزاوي خلال الندوة ملامح "البرنامج الوطني للتمكين والتشغيل" الذي أقرتة الحكومة الأردنية مطلع شهر ايلول/ سبتمبر، والذي تم بموجبة تكليف وزارة العمل بإدارة البرنامج والإشراف على تنفيذه . ويشتمل البرنامج على اجراءات حكومية لزيادة تشغيل الاردنيين في ستة قطاعات رئيسية مستهدفة ضمن البرنامج وهي السياحة والصناعة والتشييد والبناء والزراعة والخدمات ( الحضانات ) والطاقة ( محطات بيع المحروقات) .
واكد اهمية هذا اللقاء الذي ياتي من اجل العمل علىى مناقشة تشغيل الشباب وتحديات التنمية المستدامة يشكل خطوة حقيقية وجادة في سبيل تعزيز العمل المشترك في هذا الإطار، املا ان يتم الخروج بوثيقة مرجعية تعزز التعاون المشترك ما بين اطراف الانتاج الثلاث إيماناً منا بضرورة وأهمية التعاون من اجل تحقيق ما نصبو الية .
من جهتة اكد مدير منظمة العمل العربية فايز المطيري ان الندوة تهدف إلى تفعيل الحوار بين أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية للنهوض بتشغيل الشباب ومعالجة الصعوبات التي تعترض طريق تمكين الشباب العربي في قيادة العملية الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة، كما تهدف إلى الوقوف على كيفية دعم وتطوير سياسات وإدارات تشغيل الشباب في الدول العربية ، وكذلك التعرف على واقع وآفاق تشغيل خريجي الجامعات العربية.
واشار المطيري ان الندوة تتناول دراسة آليات الحماية الاجتماعية لمشروعات الشباب في الدول العربية وكذلك دعم دور القطاع الخاص في توفير فرص العمل للمرأة والشباب، وسيتم عرض عدد من التجارب والخبرات في مجال تعزيز روح المبادرة لدى الشباب في البلدان العربية.
يشارك في الندوة ممثلون عن وزارات العمل ومنظمات أصحاب الأعمال والعمال في الدول العربية، اتحاد الغرف العربية، الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منظمة العمل الدولية، بالإضافة إلى عدد من الخبراء والمهتمين بالتنمية المستدامة والتشغيل.