شهد عام 2016 أعلى عدد حوادث انتحار في الأردن، ذهب ضحيتها 120 شخصاً وبإرتفاع بلغت نسبته 6.1% مقارنة مع عام 2015، وتمت بطرق مختلفة منها إطلاق نار وحرق وشنق وشرب سموم وتناول كميات كبيرة من الأدوية والقفز عن مرتفعات. فوقعت في الأردن عام 2016 حالة إنتحار واحدة كل 3.2 يوم.
وذكرت "تضامن" بأن عدد جرائم الإنتحار المرتكبة عام 2011 بلغت 39 جريمة، وبدأت بعدها بالإرتفاع حيث أرتكبت 86 جريمة عام 2012، و 108 جريمة عام 2013، وإنخفضت الى 100 جريمة عام 2014 لتعود وترتفع خلال عام 2015 حيث بلغت 113 جريمة.
إرتفاع جرائم الإنتحار بين الأحداث والطلاب وإنخفاضها بين الأجانب والعاطلين عن العمل
ومن جهة ثانية فقد أظهر التقرير ارتفاع كبير في جرائم الإنتحار بين الأحداث بنسبة 100% حيث أرتكبت 16 جريمة خلال عام 2016 مقابل 8 جرائم خلال عام 2015. وكان هنالك أيضاً إرتفاعاً كبيراً في جرائم الإنتحار المرتكبة من قبل الطلاب حيث إرتكبت 18 جريمة إنتحار عام 2016 مقابل 5 جرائم إنتحار عام 2015 وبإرتفاع وصل الى 260%.
وجرائم الإنتحار شهدت إنخفاضاً بين العاطلين عن العمل حيث أرتكبت 3 جرائم عام 2016 مقابل 5 جرائم عام 2015 وبإنخفاض وصل الى 40%، كما إنخفضت جرائم الإنتحار بين الأجانب حيث إرتكبوا 15 جريمة عام 2016 مقابل 19 جريمة عام 2015 بإنخفاض 21%.
الإنتحار تسمماً في المركز الثاني بين حالات التسمم في الأردن
بلغ عدد حالات التسمم 107 حالات عام 2016 تم رصدها من قبل القطاع الصحي العام، منها 69 حالة لإناث و 38 حالة لذكور، وشكلت بذلك تراجعاً مستمراً منذ عام 2012، حيث كان هنالك 410 حالات عام 2012، و 297 حالة عام 2013، و 260 حالة عام 2014، و 180 حالة عام 2015، وفقاً للتقرير السنوي لمديرية صحة البيئة لعام 2016.
واشارت "تضامن" الى أن الإناث يشكلن 64.4% من العدد الإجمالي لحالات التسمم، علماً بأن جميع حالات التسمم للذكور والإناث تركزت في مناطق معينة من المملكة تبعاً للقطاع الصحي، وهي الكورة (35 حالة)، والزرقاء (23 حالة)، ودير علا (23 حالة)، والمفرق (9 حالات)، وإربد (6 حالات)، والبادية الشمالية (6 حالات)، والشونة الجنوبية (4 حالات)، والبلقاء (حالة واحدة).
وبتوزيع حالات التسمم حسب الأسباب، جاء التسمم غير المقصود بالمركز الأول (75 حالة)، تلاه الإنتحار (18 حالة)، ومن ثم لدغ العقرب (8 حالات)، ولدغ أفعى (5 حالات)، واخرى (حالة واحدة). وتضيف "تضامن" بأن الإنتحار بواسطة السم شكل 16.8% من حالات التسمم.
"تضامن" تطالب بإستراتيجية شاملة للوقاية من الإنتحار في الأردن
إن عدم وصول الأشخاص خاصة النساء والفتيات الى الموارد والخدمات الصحية أو حتى الوصول الضعيف اليها، يتعبر بيئة خصبة لتنامي الرغبة بالإنتحار. كما وتعاني النساء بشكل خاص من ظاهرة الإنتحار عندما ترتفع مستويات التمييز والعنف وعدم المساواة بين الجنسين في الدول التي ينتمين اليها، كما وتؤدي الإحباطات الناجمة عن تراكم وتزايد الشعور بالتهميش والعزلة الى التفكير بالإنتحار ومحاولة تنفيذه مرة تلو الأخرى.
ويعتبر من الوسائل الناجحة في الحد من حالات الإنتحار التقليل من المواد والأدوات الأكثر شيوعاً وإنتشاراً في تنفيذ الإنتحار كالمبيدات الحشرية والأسلحة النارية والوصول الى الأماكن المرتفعة أو الجسور. كما أن الإنتحار لا يرتبط دائماً بعوامل نفسية أو مرضية، وإنما قد يحدث لأشخاص يتمتعون بصحة نفسية جيدة.
وتدعو "تضامن" الى إعداد إستراتيجية شاملة للوقاية من الإنتحار في الأردن تشارك في صياغتها وتنفيذها مختلف الجهات ذات العلاقة ويتم من خلالها توحيد الجهود التي تبذلها كافة الأطراف المعنية. وتعتقد "تضامن" بأن حماية النساء والفتيات من الإنتحار سيبدأ فعلاً عندما يتمتعن بحياة خالية من العنف والتمييز، ويشعرن بالمساواة بين الجنسين، وعندما يحصلن على مستويات عادلة من الخدمات الصحية والإجتماعية، وعندما يشاركن بفعالية بمختلف المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية.