أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ضرورة هزيمة الإرهاب وعصاباته على جميع جبهات المواجهة العسكرية والأمنية والفكرية.
وقال في كلمة في افتتاح مؤتمر مدريد الدولي حول "ضحايا العنف العرقي والديني في الشرق الاوسط" الذي يترأسه كل من الاردن وإسبانيا، إن الإرهاب عدو مشترك يستهدف كل من لا يتفق مع ضلاليته ولا يفرق في جرائمه بين دين ودين او عرق وعرق.
ولفت إلى أن العدد الأكبر من ضحايا الإرهاب هم من العرب والمسلمين.
وحذر وزير الخارجية من خطر الوقوع في فخ سردية الإرهابيين التي تريد تقسيم العالم شرقا وغربا وأن تصور المواجهة معهم هي مواجهة بين الغرب والإسلام او بين أكثرية وأقليات.
وقال مخاطبا وزراء خارجية وممثلي حوالي خمسة وسبعون دولة ومنظمة دولية وشخصية شاركت في المؤتمر: " لنكن واضحين. ثمة أقلية واحدة وهي الإرهابيون الذين لا ينتمون إلى حضارة أو عرق أو دين. وهناك أكثرية واحدة وهي نحن، العالم المتحضر الذي تجمعنا إنسانيتنا وقيمنا المشتركة. " وشدد على أن داعش لن يستطيع إلغاء التعددية والتنوع اللذين شكلا رافدا أساسا من روافد الحضارة العربية الإسلامية على مر العصور.
إقرأ أيضاً: الصفدي يقول إن تهميش اللاجئين الشباب يعني جيش 'داعشي' جديد
وأكد أن ضلالية داعش ستفشل في تكسير قيم المحبة والسلام واحترام الآخر التي يجسدها الدين الإسلام الحنيف وتجذرت في الثقافة العربية الاسلامية قيما راسخة واضحة صريحة. وقال إن ما يروج له داعش وغيره من عصابات الإرهاب مسخ طارئ لا ينتمي إلى حضارة أو ثقافة أو دين، بينما الاحتفال بالتنوع والتعددية واحترام الآخر ثابت في تاريخ المنطقة وفِي المنظومة القيمية لشعوبها.
وقال إن هدف العصابات الإرهابية هو تفكيك الدول والمجتمعات أعراقا وطوائف ومذاهب متضادة متصارعة كي تتسلل ظلاميتها عبر الفوضى والحروب وتعتاش على ما تولد من بؤس وقهر.
وشدد أن هزيمة الإرهاب تتطلب تفنيد سرديته وحل الصراعات التي أنتجت بيئات اليأس والقهر والظلم التي يعتاش عليها.
وفِي هذا السياق شدد على ضرورة التوصل إلى وقف شامل للقتال على جميع الأراضي السورية والتقدم نحو حل سياسي يستند إلى مقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي2254 ويقبل به الشعب السوري الشقيق.
وأكد دعم المملكة للعراق الشقيق في حربه ضد الإرهاب وثمن الانتصارات التي حققها الجيش العراقي ضد داعش. وقال إن المملكة تدعم أيضا مسيرة المصالحة الوطنية في دولة المواطنة التي تكرس الوطنية العراقية الجامعة وتضمن حقوق جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق.
واعتبر الصفدي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام1067 والأمن والقبول لإسرائيل شرطا لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمين ومتطلبا أساسا للانتصار في الحرب على التطرّف. وأكد ان السلام الشامل هو خيار عربي استراتيجي أكدته قمة عمان التي أعادت إطلاق مبادرة السلام العربية.
وشدد الصفدي على ضرورة تعاون المجتمع الدولي على توفير آفاق سياسية واقتصادية واجتماعية تحول دون تجذر بيئات القهر والظلم والعوز التي يستغلها الإرهابيون لترويج ظلاميتهم وعدميتهم.