قام رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بزيارة لافتة الى المملكة العربية السعودية بعدما وصلها آتيا على متن طائرة الملك سلمان بن عبد العزيز، في مؤشر على عودة الدفء الى العلاقات بين الرياض والحريري.
وهذه اول زيارة رسمية معلنة لنجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في تفجير في بيروت عام 2005 منذ نيسان/ابريل 2015 حين كانت شركته "سعودي-اوجيه" تواجه مصاعب مالية كبيرة في المملكة.
وبحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية، اصطحب الملك سلمان، في خطوة استثنائية، رئيس الوزراء اللبناني معه على متن طائرته، من عمان حيث كان يحضران اعمال القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين، الى الرياض.
والخميس اجتمع الحريري وهو عضو في مجلس النواب اللبناني في العاصمة السعودية مع ولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان، الرجل القوي في المملكة والذي يقود حملة ضخمة لادخال اصلاحات على اقتصاد اكبر مصدر للنفط في العالم.
وتم خلال الاجتماع "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط"، بحسب الوكالة الرسمية.
وتمثل زيارة الحريري عودة مهمة له الى المملكة بعد غياب طويل اثر مصاعب مالية واجهتها "سعودي-اوجيه" اجبرتها على الاستغناء عن خدمات مئات الموظفين والعاملين لديها في السعودية، ما انعكس سلبا على المؤسسات التي يملكها في لبنان.
وغذت مصاعب الحريري المالية تراجع اهتمام السعودية على مدى اكثر من عام بلبنان الذي كانت تأخذ عليه خضوعه لارادة حزب الله الشيعي المؤيد لايران، بعدما كانت تضخ أموالا ومساعدات على نطاق واسع لهذا البلد ولحلفائها، وعلى راسهم الحريري.
وتؤكد زيارة الحريري، المولود في السعودية، مرة جديدة التبدل الايجابي في العلاقات بين الرياض وبيروت بعد فترة طويلة من الفتور.
وفي كانون الثاني/يناير استقبلت السعودية الرئيس اللبناني ميشال عون، حليف حزب الله الذي تصنفه المملكة "منظمة ارهابية". وكانت هذه اول زيارة الى الخارج لعون منذ انتخابه في 31 تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
إقرأ أيضاً: رئيس الوزراء اللبناني 'الحريري' مطلوب للقضاء السعودي
وجرى خلال زيارة عون الاتفاق بين السعودية ولبنان على اجراء محادثات حول اعادة العمل بحزمة مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وكانت السعودية جمدت في شباط/فبراير 2016 المساعدات على خلفية ما اعتبرت انها "مواقف عدائية" من جانب بيروت ناتجة من "خضوع" لبنان لحزب الله المؤيد لطهران، الخصم اللدود للرياض في الشرق الوسط.
وفي حين تدعم السعودية الفصائل السورية المعارضة لنظام الرئيس بشار الاسد، يقاتل حزب الله الممثل بوزراء في حكومة الحريري، الى جانب قوات النظام.