كشفت دراسة أمريكية أنه يمكن استخدام أجسام مضادة داخل جسم الإنسان، لتطوير عقار جديد يكافح الإصابة بعدوى فيروس "زيكا"، الذي يؤثر على الحوامل والأطفال أكثر من غيرهم.
وقال الباحثون بجامعتي "ديوك" و"نورث كارولينا" الأمريكيتين، الذين نشروا نتائج دراستهم في العدد الأخير من دورية (Nature Communications) العلمية، إن "تلك الأجسام المضادة، تفاعلت من قبل مع حمى الضنك".
والأجسام المضادة هي عبارة عن بروتينات تتواجد في الدم، يستخدمها جهاز المناعة البشري للتعرف على الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات ومكافحتها.
وأضاف الباحثون أن الأجسام المضادة التي يطلق عليها (C10) تعمل على وقف عدوى فيروس زيكا، عبر منع انتقال الفيروس إلى الخلية.
ويأمل فريق البحث، أن تساعد النتائج التي توصل إليها في التعجيل بالوصول لعلاج جديد يكافح العدوى بفيروس "زيكا"، خاصة وأن أجسام (C10) المضادة تفاعلت من قبل مع فيروس حمى الضنك.
وتنتقل فيروسات حمى الضنك إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة "الزاعجة"، ويكتسب البعوض الفيروس عادة عندما يمتصّ دم أحد المصابين بالعدوى، وبعد مرور فترة الحضانة التي تدوم 8 إلى 10 أيام يصبح البعوض قادراً، أثناء لدغ الناس وامتصاص دمائهم، على نقل الفيروس طيلة حياته.
ولا يوجد حاليًا لقاح معتمد ضد فيروس "زيكا"، فالطريق الوحيد لتجنب الإصابة به هو تجنب لسعات البعوض الذي ينقل الإصابة بالمرض.
وكانت المنظمة قد أعلنت في الأول من فبراير الماضي، أن انتشار "زيكا" يمثل حدثًا طارئًا على مستوى العالم، مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية منها صغر حجم الرأس لدى المواليد ومتلازمة "جيلان - باريه" التي يمكن أن تسبب الشلل.
وعثرت دراسات سابقة على أدلة تشير إلى أن "زيكا" يمكنه عبور حاجز المشيمة، لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، ويمكن أيضًا أن يتسرب إلى أدمغة الأجنة في الرحم ويعمل على عرقلة نموها وتطورها.
وكشفت الدراسات، أن "زيكا" يسبب أيضًا تلفًا دائمًا في خلايا مهمة بالجهاز التناسلي لدى الذكور، يؤدي إلى انكماش الخصيتين وتراجع مستويات الهرمونات الجنسية وضعف الخصوبة.
إقرأ أيضاً: علماء يكتشفون نحو 1500 فيروس جديد
وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض، لكن العلماء يدرسون أي احتمالات أخرى، وارتبط زيكا بآلاف من حالات الولادة بعيوب بخلقية.
ويقول خبراء منظمة الصحة، إن حدوث حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس أمر نادر، ومعظم حالات الإصابة لا تبدو عليها أية أعراض، ومن ثم يصعب فحصهم، لكن من بين الأعراض التي تم رصدها ارتفاع متوسط في درجة الحرارة، والتهاب في العين، والصداع، وآلام المفاصل، وحكة في الجلد.