قتل أكثر من 50 شخصاً، صباح الثلاثاء، في حلب بعد سلسلة من الغارات والقصف نفذها جيش النظام السوري والطيران الروسي على مواقع مختلفة من المدينة.
بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، عزمه عن إطلاق نداء من أجل تجديد الهدنة في سوريا من على منبر الأمم المتحدة، فيما دعت واشنطن موسكو إلى السيطرة على رئيس النظام بشار الأسد .
وتعرضت مناطق عدة في سوريا لغارات وقصف مدفعي في وقت مبكر الثلاثاء بعد ساعات على إعلان جيش النظام السوري انتهاء هدنة استمرت لأسبوع بموجب اتفاق أميركي روسي.
وقال مراسل فرانس برس في مدينة حلب، حيث تتقاسم الفصائل المقاتلة وقوات النظام السيطرة عليها، إن غارات وقصفاً مدفعياً استهدف الأحياء الشرقية في المدينة.
ولازم سكان هذه الأحياء منازلهم خلال الليل خشية من القصف، متبادلين المحادثات عبر الإنترنت حول انتهاء الهدنة. وفي الصباح، كان دوي قصف قوي يسمع بشكل متقطع في أنحاء المدينة.
وفي الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، أفاد مراسل لفرانس برس بتعرض حي الموكامبو للقصف.
وشهدت مدينة حلب منذ سريان الهدنة في 12 أيلول/سبتمبر هدوءاً في الأيام الخمسة الأولى قبل أن تتعرض في اليومين الأخيرين لغارات وقصف، كان عنيفاً الاثنين وأوقع سبعة قتلى في المدينة و31 على الأقل في ريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي حادثة أثارت تنديداً دولياً، تعرضت قافلة مساعدات إنسانية الاثنين لغارات جوية أثناء توقفها أمام مركز للهلال الأحمر السوري في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، ما تسبب بمقتل 12 متطوعاً من الهلال الأحمر وسائق وتضرر 18 شاحنة على الأقل.
يأتي استئناف القصف وتحديداً في محافظة حلب بعد إعلان جيش النظام السوري مساء الاثنين "انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة الذي أعلن اعتباراً من السابعة مساء من يوم 12/9/2016 بموجب الاتفاق الروسي الأميركي".
واستثنى الاتفاق مناطق سيطرة عصابة داعش الارهابية وجفش (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة). وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات منذ أيام حول إعاقة تنفيذ الاتفاق.
وتشهد منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق اشتباكات عنيفة بعد ساعات على إعلان جيش الأسد بدء عملية واسعة الاثنين ضد الفصائل المقاتلة، قبل ساعات من إعلانه انتهاء الهدنة.
وفي وسط البلاد، قال الناشط المعارض حسان أبو نوح لـ"فرانس برس" إن قوات النظام استهدفت بالمدفعية مدينة تلبيسة، إحدى أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حمص.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، حلقت الطائرات الحربية في أجواء مناطق عدة بينها مدينة سلقين التي تسيطر عليها جفش المتحالفة مع فصائل مقاتلة.
وقال الناشط المعارض نايف مصطفى لفرانس برس "الوضع هادئ حالياً، لكن خلال الليل قصف الطيران بالرشاشات الثقيلة المدينة". وأضاف "انهارت الهدنة والناس تستعد مجدداً لتلقي البراميل. هذا هو حالنا".
وانهارت كافة الهدن التي تم التوصل إليها سابقاً بموجب اتفاقات أميركية روسية، في محاولة لإنهاء النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 300 ألف شخص في سوريا.