في ظل حديث عن خروق للهدنة في سوريا من جانب المعارضة السورية والقوات الحكومية، ثارت حالة من الجدل بشأن مصير الهدنة في ظل تأكيد موسكو على أن الجيش السوري بدأ الانسحاب من طريق الكاستيلو المؤدي إلى حلب، في حين تنفي واشنطن.
ويعد الانسحاب من طريق الكاستيلو بمثابة شرط أساسي لاستمرار جهود السلام الدولية، في ظل تبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات بانتهاك الهدنة.
وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا اللفتنانت جنرال فلاديمير سافتشينكو "إن الجيش السوري بدأ السحب المرحلي للمركبات والأفراد من طريق الكاستيلو لضمان وصول المساعدات إلى شرق حلب دون عوائق".
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش بدأ الانسحاب من مواقع على الطريق، لكن الروس الذين ساعدوا دمشق بقوتهم الجوية في حصار حلب حلوا مكانهم.
وقالت جماعات المعارضة الموجودة في حلب إنها لم تر أي مؤشر على انسحاب الجيش وأكدت أنها لن تنسحب من مواقعها قرب الطريق حتى تسحب الحكومة قواتها.
وفي السياق، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه لا يمكن تأكيد تقارير أفادت بانسحاب القوات الحكومية، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر، قال إن وقف إطلاق النار صامد على وجه العموم، مضيفا أن واشنطن وموسكو تعتقدان أن الأمر يستحق الاستمرار.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إن من المتوقع أن تشرف الولايات المتحدة وروسيا على عملية إخلاء طريق الكاستيلو من القوات، لكنه انتقد دمشق لعدم إصدارها التصاريح اللازمة لدخول المساعدات إلى مناطق أخرى.
تبادل الاتهامات بشأن انتهاك الهدنة
وتصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بوقوع انتهاكات، إذ قال مصدر عسكري سوري إن المعارضة مسؤولة عن العشرات من الانتهاكات منها إطلاق نيران مدافع رشاشة وصواريخ وقذائف مورتر في دمشق وحلب وحماة وحمص واللاذقية.
وقالت المعارضة إن طائرات الجيش السوري قصفت حماة وإدلب وإن الجيش استخدم المدفعية قرب دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق وقوع هجمات من كلا الجانبين وعلى الرغم من أن الهدوء كان سائدا في معظم المناطق بين المعارضة والجيش فقد سقط أول قتلى مدنيين منذ الهدنة التي بدأت يوم الاثنين.
وأضاف المرصد أن المدنيين اللذين قتلا، الخميس، كانا طفلين في منطقتين تسيطر عليهما الحكومة إحداهما في حلب والأخرى في جنوب غرب سوريا.
وبالإضافة إلى ذلك أودت غارات جوية ضد مسلحي تنظيم داعش في بلدة الميادين قرب دير الزور بحياة ما لا يقل عن 23 مدنيا.
المساعدات لحلب
وتنتظر قافلتان من المساعدات عبرتا الحدود التركية متجهتين إلى سوريا في المنطقة الفاصلة بين حدود البلدين للحصول على تصريح بالتحرك صوب حلب.
ويعتقد أن نحو 300 ألف شخص يعيشون في شرق حلب، بينما يعيش أكثر من مليون في القطاع الغربي الخاضع للحكومة.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه إذا حصلت على الضوء الأخضر فإن أول 20 شاحنة ستنتقل إلى حلب وإذا وصلت للمدينة بسلام فإن القافلة الثانية ستتحرك أيضا، مضيفا أن القافلتين تحملان أغذية تكفي 80 ألف شخص لمدة شهر.