تفتتح الليلة في نيويورك، الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ ستبدأ النقاشات الرسمية رفيعة المستوى بحضور قادة ورؤساء الدول، الأسبوع المقبل، في الـ20 من شهر سبتمبر/أيلول، وتستمر حتى الـ26 من الشهر.
وستكون هذه الدورة الأخيرة التي سيحضرها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بصفتهما الرسمية.
وسيتولى رئاسة الدورة الحالية، بيتر تومسون، الدبلوماسي الفيجي، والذي انتخب لهذا المنصب قبل نحو الشهرين.
وسيتصدر موضوع اللاجئين والمهاجرين عدة اجتماعات رفيعة المستوى الأسبوع القادم. وأهمها اجتماع رفيع المستوى يعقد في الـ19 من سبتمبر/أيلول، ويستمر طوال اليوم، يناقش موضوع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين في محاولة لجمع "الدول حول نهج أكثر إنسانية والتنسيق بشكل أفضل بينها"، بحسب الأمم المتحدة.
وهذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً من هذا النوع على مستوى رؤوساء الدول.
وقد وصل عدد اللاجئين والنازحين في العالم إلى نحو 65 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وسيترأس، في الـ20 من الشهر الحالي، الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مؤتمر قمة قادة الدول حول اللاجئين، ويهدف المؤتمر إلى حث الدول على التعهد بالتزامات جديدة تدعم وتساعد اللاجئين.
ويعتبر الاجتماعان مكملين لبعضهما البعض، وإن كان تركيز الاجتماع الأول على الهجرة وتبعاتها في حين يركز الثاني على اللاجئين والنازحين.
ويعول المسؤولون في الأمم المتحدة على أن تساعد هذه الاجتماعات على تنسيق دولي واستجابة أفضل لموجات التحرك الكبيرة واحتياجات اللاجئين والمهاجرين.
وستركز الدورة الحالية كذلك على عدة مواضيع أهمها التنمية المستدامة التي صادقت الجمعية العامة على أهدافها العام الماضي في افتتاح دورتها الـ70.
ومن بين تلك المواضيع المتعلقة بالتنمية المستدامة، الفقر وتمكين المرأة والأمن الغذائي والبيئة، بما فيها حماية المناخ ومكافحة التصحر والمياه، إضافة إلى نقاش مواضيع الصحة على هامش أعمال الدورة بما فيها زيكا وحشد الأموال والتنسيق بين الدول في هذا الشأن .
ومن المتوقع أن يشهد الأسبوع القادم لقاءات ثنائية عديدة رفيعة المستوى بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة تناقش المستجدات على الساحة السورية بشكل خاص.
وعربياً، ستشهد الجمعية العامة نقاشات واجتماعات على هامش القمة حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومسألة الاسيتطان الإسرائيلي، فضلاً عن الملفين اليمني والليبي وملفات عربية إضافية عالقة.
وعلى عكس ما كان متوقعاً، لم يرشح مجلس الأمن حتى الآن خلفاً لبان كي مون كي تصادق عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن المسؤولين يعولون على لقاءات قادة الدول لتنشيط العمل تجاه اختيار خلف لبان كي مون، والذي تنتهي ولايته نهاية العام القادم.
وأجرى مجلس الأمن، حتى الآن، أربع جولات انتخابية غير رسمية وغير ملزمة تصدر فيها البرتغالي أنطونيو غوتيرز قائمة من بين 12 مرشحاً، تقدموا للمنصب.
وبهذا يعد غوتيرز الأوفر حظاً لخلافة بان كي مون، وإن كان ذلك غير مؤكد.
وشغل غوتيرز منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لسنوات عشر حتى عام 2015. وكان قد تقلد قبلها منصب رئيس وزراء بلاده لأعوام سبعة ما بين 1995 و2002.
وفي هذا السياق، وجه رئيس الجمعية العامة، مونيس ليكيتوفت، والذي يسلم مساء اليوم خلال الافتتاح خلفه تومسون مقاليد الدورة القادمة، انتقادات حادة لمجلس الأمن، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال رداً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول تقديره لسريان عملية انتخاب الأمين العام والشفافية المطلوبة: "لا شك أننا حققنا تقدماً كبيراً في عملية الاختيار وتمكنت الجمعية العامة من استجواب جميع المرشحين ودون شك هناك شفافية أكثر من قبل، ولكن من غير المعقول أن تسرب معلومات الانتخابات الأولية غير الملزمة للصحافة (من قبل دول أعضاء في مجلس الأمن) قبل أن أعلم بها. كما أن مجلس الأمن يكتفي بإعلامي بحدوث التصويت الأولي دون معلومات إضافية".
وحول ما إذا كانت الإجراءات الجديدة ناجعة، حيث يبقى القرار النهائي رهينة موافقة أو اعتراض واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية واستخدامها حق النقد الفيتو ضد هذا أو ذاك المرشح قبل أن يرشح للجمعية العامة للتصويت على انتخابه، قال ليكيتوفت: "إننا نتعامل دون شك مع بيروقراطية كبيرة حيث نحتاج موافقة ثلثي الدول الأعضاء في الجمعية العامة (193 دولة) وموافقة الدول الخمس دائمة العضوية على أي قرار يقضي بتغييرات جذرية حول أي موضوع أو تغيير جذري في نظام مجلس الأمن والجمعية العامة".
ومن المتوقع، كذلك أن يركز كل من الأمين العام للأمم المتحدة، والرئيس الأميركي، على قضايا المناخ والتقدم الذي أحرز في هذا السياق منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إذ انضمت الولايات المتحدة والصين، أكبر بلدين ملوثين للبيئة في العالم، للاتفاقية.
وكان الرئيسان الصيني والأميركي قد سلما بان كي مون، وثائق مصادقة بلديهما على الاتفاقية الدولية الرامية لاحتواء الاحترار العالمي.
وستشهد الأيام الأولى للجمعية العامة تعيين أعضاء لجان وانتخاب رؤساء اللجان الرئيسية. ومن المتوقع أن يحضر هذه الدورة أكثر من مائة رئيس وقائد دولة.