قطر وتركيا تعززان تحالفهما بعد محاولة الانقلاب ضد اردوغان

عربي دولي
نشر: 2016-08-30 16:14 آخر تحديث: 2017-12-26 13:45
قطر وتركيا تعززان تحالفهما بعد محاولة الانقلاب ضد اردوغان
قطر وتركيا تعززان تحالفهما بعد محاولة الانقلاب ضد اردوغان

خلال الساعات الملتبسة التي اعقبت محاولة الانقلاب منتصف تموز/يوليو، تلقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان جرعة دعم عبر اتصال هاتفي من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عكس بلوغ علاقة البلدين مرحلة التحالف الوثيق.

الاتصال الذي كشفه اردوغان لوسائل اعلام تركية، اتى وسط تخبط دولي في التعامل مع المحاولة التي بدأتها مجموعة من الجيش، قبل ان يستعيد الرئيس زمام المبادرة ويطلق حملة "تطهير" في اجهزة الدولة.

ويقول استاذ شؤون الشرق الاوسط في جامعة رايس الاميركية كريستيان كوتس اولريخسن ان الاتصال "كان تعبيرا ذا دلالة عن دعم سياسي، في وقت كان الوضع في تركيا غير واضح الى حد كبير".

يضيف لوكالة فرانس برس ان هذا التواصل "تناقض بشكل حاد مع التصريحات الفاترة التي صدرت عن عواصم غربية، أكان اثناء محاولة الانقلاب أم خلال الاسابيع التي تلتها".

ولقيت هذه البرودة الغربية تجاه اردوغان انتقادات واسعة من قبل مؤيديه، كما اثارت بعض الشكوك لدى فريقه السياسي، في وقوف دول غربية خلف هذه المحاولة. واتهم اردوغان فتح الله غولن، الداعية المقيم في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة، بالوقوف خلف محاولة الانقلاب من خلال مؤيديه المنتشرين في الاجهزة العسكرية والقضائية وغيرها.

وفي مقابل هذا الشك تجاه الغرب، بدا اردوغان جازما في شكره لقطر.

الا ان هذا الموقف لم يأت من عدم.

فالعلاقة بين الطرفين نمت بشكل تدريجي خلال الاعوام الماضية على مستويات عدة، منها السياسي مع تقارب في عدد من الملفات الاقليمية، وزيادة حجم التعاون في المجالين الاقتصادي والعسكري.

وعلى عكس الدبلوماسيين الذين يمضون الصيف بعيدا من حر الدوحة، تركز نشاط السفير التركي احمد دميروك في قطر.

فبعد ايام من محاولة الانقلاب، عقد دميروك مؤتمرا صحافيا في مقر السفارة شرح خلاله ما يجري في بلاده لنحو ثمانية آلاف من المقيمين الاتراك. وكرر السفير خلال المؤتمر توجيه الشكر للامارة.

وخلال الشهر الجاري، اقام دميروك بالتعاون مع غرفة التجارة التركية في قطر، حفلا في احد الفنادق الفخمة في الدوحة، تخلله عرض شامل ومستفيض للعلاقات الاقتصادية التي تجمع البلدين.

- توازن اقليمي -

ويقول دميروك لفرانس برس "لدينا علاقة قوية جدا مع قطر".

يضيف "لا مشكلة تاريخية لدينا مع قطر. ثمة تشابهات ثقافية (...) والشعبان قريبان جدا والعلاقة بين زعيمينا ممتازة".

وخلال الاسابيع الماضية، سجلت اشارات جلية على دفء العلاقات.

اعلاميا، اجرت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية مقابلتين مع اردوغان منذ محاولة الانقلاب. وفي منتصف آب/اغسطس، نشرت صحيفة "الشرق" القطرية حوارا مع النائب الاول لرئيس الوزراء التركي عمر فاروق قرقماز، نوه فيه مرارا بالشيخ تميم بن حمد.

اما في الشق العملي، فقد وقعت الدوحة وانقرة اتفاقية توأمة في 24 آب/اغسطس، تلاها منح شركة تركية عقدا تقدر قيمته بزهاء ملياري دولار اميركي، لانشاء طريق سريع بعشرة مسارات في شمال قطر.

وبعد يومين، استحوذت مجموعة "بي ان" التلفزيونية القطرية على شركة "ديجيتورك" التركية. وقال رئيس مجلس ادارة "بي ان" ناصر الخليفي ان دخول السوق التركية يمثل خطوة "اساسية" بالنسبة لمجموعته التي تملك حقوق بث كبرى المسابقات الرياضية.

وبحسب الارقام الحكومية التركية، نما حجم التجارة بين البلدين من 769 مليون دولار نهاية 2013، الى 1,26 مليارا نهاية 2015.

سياسيا، عرف عن البلدين التقاؤهما في دعم جماعة "الاخوان المسلمين" في مصر، وتأييدهما للمعارضة السورية المطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد. كما انهما يدعمان المجموعات نفسها في ليبيا.

ويقول اورليخسن ان التحالف بين قطر وتركيا يشكل توازنا مع قوى اقليمية اخرى، خصوصا السعودية وايران، كما ان دولا اخرى نافذة في المنطقة مثل الامارات العربية المتحدة، تنظر اليه "بريبة".

اما عسكريا، فيوضح دميروك ان القاعدة التركية المنشأة حديثا في قطر، تستوعب ثلاثة آلاف عسكري "او اكثر اذا ما دعت الحاجة".

ويرى استاذ السياسات الشرق اوسطية في جامعة دورهام البريطانية كرستوفر دافيدسون ان "لمحور قطر تركيا اسس مشتركة مهمة".

يضيف ان الطرفين "دعما الاسلام السياسي محليا وخارجيا للدفع باتجاه تحقيق اجندتهما، وكل منهما ينظر الى الآخر كشريك مفيد في مواجهة القوى الاخرى، أكان في الرياض او طهران".

وفي حين يعتبر ان القاعدة العسكرية التركية "رمزية"، الا انها "تبعث برسالة الى واشنطن، الرياض، وطهران ان انقرة في موضع مناسب لتولي الدور الاميركي مستقبلا في حال كانت ثمة حاجة الى ذلك".

الا ان دافيدسون يشير الى ضرورة "مراقبة" احتمال تباين موقف تركيا وقطر من الملف السوري، خصوصا في ظل بعض الايحاءات بان انقرة قد تعدل موقفها من الرئيس الاسد او دوره في اي مرحلة انتقالية.

الا ان دميروك يجزم بمتانة العلاقة بين الدوحة وانقرة، مختصرا اياها بالقول "نحن زميلان في فريق واحد على علاقة جيدة جدا".

أخبار ذات صلة

newsletter