استبعد مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة السفير "فيتالي تشوركين"، الخميس، حدوث "مواجهة" بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية بشأن التقرير الأممي المشترك مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، حول استخدام الأخيرة في سوريا.
ووجه التقرير الأممي أصابع الاتهام للنظام السوري وتنظيم داعش الارهابي، وحملهما مسؤولية استخدام أسلحة كيماوية محرمة دوليا خلال عامي 2014 و2015، بسوريا.
وقال السفير الروسي الذي تدعم بلاده النظام السوري، في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك يوم الخميس: "ليس من الضروري أن تكون هناك مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن هذا التقرير".
ومساء الأربعاء، قدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لمجلس الأمن الدولي، تقريرًا ثالثًا، بشأن نتائج التحقيقات في 9 حوادث يشتبه بأن أسلحة كيماوية استخدمت فيها بسوريا خلال عامي 2014 و2015.
واعتمد المجلس بالإجماع في أغسطس/آب 2015، القرار رقم 2235 بخصوص إنشاء آلية تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا.
وقضى القرار بتشكيل لجنة لمدّة سنة واحدة مع إمكانية التمديد لها، للتحقيق في الهجمات التي تمّ استخدام السلاح الكيماوي فيها بسوريا، وتتمتع الآلية المشتركة بسلطات تحديد الأفراد والهيئات والجماعات والحكومات التي يشتبه في تورّطهم ومسؤوليتهم وارتكابهم، أو المشاركة في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، بما في ذلك غاز الكلور، أو أيّ مواد كيميائية سامة أخرى.
وقال دبلوماسيون غربيون بالأمم المتحدة، في تصريحات صحفية، إن "التقرير بحث 9 حوادث وقعت في 7 مناطق داخل سوريا خلال عامي 2014 و2015، لكن فريق التحقيق لم يتمكن من التوصل إلى نتائج محددة بشأن 3 حوادث".
وبحسب مصادر أممية مطلعة تحدثت للأناضول، رافضة الإفصاح عن اسمها لحساسية موقفها، فإن جيش النظام السوري مسؤول عن حادثتين من تلك الحوادث الثلاث، تم فيها استخدام الغازات السامة، فيما استخدم تنظيم داعش الارهابي في الحادثة الثالثة "غاز الخردل".
وقال السفير الروسي في تصريحاته للصحفيين الجمعة: "لدينا مصلحة مشتركة مع واشنطن في العمل على عدم حدوث مثل تلك الأشياء".
وأردف: "لقد أكد التقرير بشكل قاطع أن متطرفي تنظيم داعش الارهابي مسؤولون عن هجوم باستخدام غاز الخردل، في حين أنه من المعتاد أن نسمع عن إلصاق أي استخدام للأسلحة الكيميائية بالحكومة السورية".
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن تحميل التقرير مسؤولية استخدام الأسلحة الكيمائية في حادثتين للنظام السوري اكتفى السفير فيتالي تشوركين بقوله: "الأمر المؤكد هنا أن التقرير تقني للغاية وفي حاجة إلى الدراسة من قبل الخبراء".
وتابع: "لقد تحدثت بعد صدور التقرير إلى السفيرة الأمريكية سامنثا باور (مندوبة واشنطن لدي الأمم المتحدة) وسوف نلتقيها عند عودتها من عطلة لنرى ما يمكن القيام به".
ولعل أبرز حوادث استخدام الكيماوي في سوريا، كانت عندما استيقظ سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية لدمشق، جنوبي سوريا، صبيحة 21 أغسطس/آب 2013، على مجزرة غير مسبوقة في تاريخهم، استعملت فيها صواريخ تحمل غاز السارين وغاز الأعصاب، قضى على إثرها أكثر من 1450 شخصا أغلبهم من الأطفال، واتهمت المعارضة وأطراف دولية النظام السوري بارتكاب هذه المجزرة، لكن الأخير ينكر هذا الاتهام، ويُحمل في المقابل المعارضة المسؤولية عن المجزرة.