ملف الأسبوع: رحلة رغيف الخبز المدعوم من المطحنة إلى التنور .. فيديو

الأردن
نشر: 2016-07-29 17:08 آخر تحديث: 2020-07-23 09:20
تحرير: محمد ابوعريضة
ملف الأسبوع: رحلة رغيف الخبز المدعوم من المطحنة إلى التنور .. فيديو
ملف الأسبوع: رحلة رغيف الخبز المدعوم من المطحنة إلى التنور .. فيديو

رائحة رغيف الخبز في الصباح، وطعمه اللذيذ صورة حية لعلاقة حميمة خاصة، تربط الإنسان، مذ كان هناك إنسان، بالخبز، منذ كان هناك قمحٌ وخبز، بيد أن لهذه العلاقة زوايا ومناطق رمادية، يشتبك، أحيانًا، فيها الخاص بالعام .. الرغبات بالمتطلبات، وغالبًا ما يكون الرغيف الرخيص الثمن، والفقراء هم ضحايا هذا الاشتباك.


ما بين سعر الدقيق الموحد المدعوم، وسعر دقيق الزيرو المُعَوم، مساحة يتسلل عبرها محترفو الانقضاض على خبز الناس، وكالعادة، حينما تكون هناك سلع مدعومة، تتشكل سوق سوداء موازية.


فرق وزارة الصناعة والتجارة للرقابة والتفتيش تجوب أرجاء المملكة كافة، لمنع أصحاب المخابز، ومعامل الكعك، وناقلي الدقيق، والمطاحن من التلاعب برغيف خبز الأردنيين، لكن المخالفين، كما هو عهد كل المخالفين في كل عصر ومكان، يتحايلون على الإجراءات، ويجدون طرقًا التفافية لكسب غير مشروع.
طرق عدة يسعملها بعض منتسبي القطاع، لبيع وشراء الدقيق الموحد المدعوم في السوق السوداء، لا تبدأ ببيعه بوساطة الناقلين، ولا تنتهي باستخدام بعض المخابز كميات تفيض عن حاجاتها، لصناعة الكعك والحلويات.


الجهات الحكومية لا تنكر وجود مخالفين في هذا القطاع، لكنها ترى أن حجم المخالفات لا تشكل ظاهرة تقلقها، وتفرض عليها مزيدًا من الإجراءات الرقابية، وتغليظًا للعقوبات المقررة.


قضية أخرى في غاية الأهمية، يسود اعتقاد راسخ أن تفاصيلها تلامس، على نحو ما، جدلية الدقيق الموحد المدعوم، وغير المدعوم، تتمثل في تباين واضح بين سعري الخبز المدعوم، الكبير منه والصغير.


وزارة الصناعة والتجارة، ونقابة أصحاب المخابز تؤكدان أن فرق السعر المتأتي من انتاج المخابز نوعين من الخبز من الدقيق المدعوم، مبرر، ومدروس، ومحدد بعناية، وفقًا لقرار لجنة مشكلة من جهات عدة، غير أنه يشترط في المخابز توفير الخبز الكبير، ما دامت تفتح أبوابها.


مواطنون التقتهم كاميرا رؤيا قالوا أنهم لا يجدون الخبز الكبير أحيانًا في بعض المخابز، ما يضطرهم لشراء الخبز الصغير.


نوعية الخبز في أسواق المملكة، برغم مخالفات حقيقية خاصة بأسعار الدقيق، جيدة، وتتفوق على مثيلاتها في دول المنطقة، وذلك لجودة الأقماح المستوردة، لكن طريقة انتاج الدقيق والخبز على السواء، تلعب دورًا بارزًا في توفير رغيف الخبز اللذيذ الطازج بمواصفاته الأردنية.


خبزنا كفاف يومنا، ملح الأرض، ليس قمحًا طحناه، وخبزناه في تنور فحسب، بل هو أحد مقدسات الناس على مر العصور، لا يقترب من قدسيته، ولا من اندفاع الناس إليه في الصباحات سوى جاحد ظالم، لكن هذه الحقيقة، يجب أن لا تدعنا نستسلم ونرتخي، فلا نحمي أكثر من عشرة ملايين رغيف خبز، تخبزه المخابز كل يوم، وتطرحه في الأسواق بسعر، يقبل القسمة على شرائح الأردنيين جميعًا.

 

 

 

أخبار ذات صلة

newsletter