استدعت فرنسا 12 الفا من احتياطي قوات الشرطة للمساعدة في تعزيز الأمن في أعقاب الهجوم في نيس الذي أودى بحياة أكثر من 80 شخصا.
وحض وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف "كل الفرنسيين الوطنيين الراغبين" إلى الالتحاق بخدمة الاحتياط للمساعدة في حماية حدود البلاد.
وقد قاد منفذ هجوم نيس، الفرنسي التونسي الأصل، محمد لحويج بوهلال، شاحنة ضخمة ليصدم بها حشودا تحتفل بيوم الباستيل (العيد الوطني الفرنسي) في شارع ديزونغليه الخميس قبل أن تتمكن الشرطة من قتله.
وقد أعلن تنظيم ما يسمى تنظيم داعش الارهابي أن أحد اتباعه هو من قام بالهجوم.
وأفادت وكالة أعماق للأنباء الداعمة للتنظيم المتشدد بأنه "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش الارهابي ".
وقالت النيابة العامة في العاصمة الفرنسية إن الشرطة قد اعتقلت خمسة أشخاص يعتقد أنهم على صلة بلحويج بوهلال، بضمنهم زوجته المنفصلة عنه.
وأعلنت فرنسا بدءا من يوم السبت حدادا لثلاثة أيام على ضحايا الهجوم.
وتنشر السلطات الفرنسية نحو 120 ألفا من الشرطة والجيش في عموم البلاد، ويتألف احتياطيها من نحو 9 آلاف من عناصر الشرطة العسكرية و 3 آلاف من عناصر الشرطة العادية.
وقال كازنوف "أريد أن أدعو كل الوطنيين الفرنسيين الذين يرغبون في ذلك الى الالتحاق بخدمة الاحتياط".
وكان نحو 30 ألف شخص في شارع ديزونغليه لحظة وقوع الهجوم ليلة الخميس.
وثمة 10 أطفال بين القتلى الـ 84 في الهجوم . ونقل 303 أشخاص الى المستشفى من جراء الهجوم، حسب تأكيد وزارة الصحة الفرنسية السبت.
واوضحت الوزارة أن 121 شخصا ما زالوا في المستشفيات بينهم 30 طفلا، وثمة 26 منهم تحت العناية المكثفة، بينهم خمسة أطفال.
وقتل سكان من مدينة نيس وزوار من مناطق أخرى وسياح أجانب في الهجوم، بينهم أربعة مواطنين فرنسيين وثلاثة جزائريين ومعلم وتلميذان من ألمانيا وثلاثة تونسيين وسويسريان وأمريكيان وأوكراني وروسي.
وكان كازنوف قال في وقت سابق إنه يبدو أن بوهلال قد استقطب إلى "التطرف بسرعة شديدة" مشيرا إلى أن ذلك يمثل "نوعا جديدا من الهجمات ينم عن صعوبة كبيرة جدا في مكافحة الإرهاب".
وقد قاد بوهلال، البالغ من العمر 31 عاما، الشاحنة لمسافة كيلومترين وظل يحركها يمينا ويسارا داهسا كل من وجده في طريقه، حسب قول المحققين في الحادث.
وقد دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى التمسك بالوحدة الوطنية في فرنسا، خلال اجتماعه مع مسؤولي الدفاع الأجهزة الامنية ومجلس الوزراء السبت.
وقال هولاند "نحن في وقت نواجه فيه فتنة لتقسيم البلاد، وهذا ما رأيناه، ويجب أن نستدعي وحدة وتماسك البلاد في مواجهة هذه الفتن ومواجهة هذا الخطر".
وقد أعلن هولاند، الذي وصف الهجوم بالعمل الإرهابي، تمديد حالة الطوارئ السارية في البلاد ثلاثة أشهر.
وتفرض حالة الطوارئ في عموم فرنسا منذ هجمات باريس التي أسفرت في نوفمبر/ تشرين الثاني عن مقتل 130 شخصا.
وكان هولاند اقترح رفع حالة الطوارئ في 26 يوليو/تموز، لكنه تراجع عن اقتراحه في أعقاب هجوم نيس.
وفي غضون ذلك، دعت زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان إلى إعادة العمل بنظام الخدمة الوطنية (الالزامية) وتكوين حرس وطني وزيادة الميزانية المقدمة إلى القوات المسلحة في فرنسا في أعقاب هجوم نيس.
ودعت لوبان إلى استقالة وزير الداخلية، قائلة إن فرنسا تمتلك وسائل الدفاع عن نفسها لكن قادتها أضعف من فعل ذلك.
وبدا ثمة حضور أمني كبير في مدينة نيس السبت، وانتشر الجنود أمام محطة القطارات الرئيسية في المدينة.
وقال المحقق فرانسوا مولينز إن لحويج بوهلال كان معروفا لدى الشرطة بارتكابه نشاطات اجرامية بسيطة لكنه "لم يكن معروفا كليا للاجهزة الاستخبارية ... ولم يصنف على ان لديه أي علامات تطرف".
وقال احد جيران لحويج بوهلال، حيث كان يعيش مع عائلته في مجمع من الشقق، تصنف بالخطرة، في بولفار هنري سابيا، إنه لا يصدق أنه قد انضم إلى تنظيم داعش الارهابي.
ونقلت عنه وكالة اسوشيتدبرس قوله "لم أره ابدا يذهب إلى الجامع، ولم يكن مسلما (ملتزما). وقد رأيته يدخن في رمضان".
وقال رئيس المجلس المحلي للمسلمين في منطقة ساحل الألب، أبو بكر بكري، متحدثا في نيس، إن عموم المساجد في المنطقة قد أقامت صلوات عامة داعية إلى الصبر والحذر، لأن هذه الأحداث السيئة تؤثر علينا. وكانت ثمة دعوة للتبرع بالدم أيضا".