زار جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، دائرة الأحوال المدنية والجوازات، حيث اطلع على سير العمل ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، خصوصا إجراءات الحصول على بطاقة الأحوال المدنية الذكية.
واستصدر جلالته، خلال الزيارة التي تتزامن مع الإعلان عن انطلاق مشروع بطاقة الأحوال المدنية الذكية، بطاقة أحوال شخصية لجلالته، ما يؤكد دعم جلالته المستمر للإجراءات الهادفة لتسهيل الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين وتحسينها .
ومر جلالة الملك بالمراحل التي يسير ضمنها المراجعون في استصدار بطاقة الأحوال المدنية أو تجديدها، وحتى استلام الوثيقة بكل سهولة ويسر، وبسرعة إنجاز تختصر الوقت والجهد على المراجعين.
وأكد جلالته، خلال الزيارة، ضرورة أن يمر المواطن بهذه المراحل بعيدا عن أية تعقيدات بيروقراطية، إلى جانب إبداء كامل التعاون من قبل الموظفين القائمين على خدمة المواطن.
يشار إلى أن البطاقة الذكية تأتي ضمن مشروع الحكومة الإلكترونية، الهادف إلى التسهيل على المواطنين في إنجاز مختلف المعاملات، فضلا عما تتميز به من معايير أمنية متقدمة لحماية المعلومات التي تحتويها.
واستمع جلالته، خلال جولة في دائرة الأحوال المدنية والجوازات، إلى شرح من مديرها العام مروان قطيشات، عن حجم الإنجاز اليومي والآليات التي تتبعها الدائرة للتخفيف على المراجعين، عبر اعتماد نظام إلكتروني يسرع من إنجاز المعاملات.
وعرض قطيشات الخطوات التي مر بها مشروع البطاقة الذكية، بالاعتماد على أفضل المعايير الدولية، وبما يحقق الأمان وتعدد الاستعمال، وتقديم خدمات ضرورية، عبر خدمة الربط الإلكتروني بين المؤسسات الحكومية.
واستفسر جلالته، خلال الجولة، عن المعوقات التي تواجه عمل دائرة الأحوال المدنية والجوازات، مبديا توجيهاته باتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بتسهيل وتسريع الخدمات التي تقدمها الدائرة لمراجعيها.
ورافق جلالته في الزيارة رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الداخلية، ووزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي.
والبطاقة الذكية هي بطاقة بلاستيكية تحتوي على شريحة يمكن حفظ المعلومات الرقمية والأبجدية فيها، وتتوافق مع الأجهزة الحاسوبية، وتستطيع قراءة البيانات داخل الشريحة وتحويلها إلى معلومات مقروءة تعتمد على طبيعة البرنامج والشيفرة الإلكترونية المحفوظة بها.
ويمكن، من خلال البطاقة، إنجاز خدمات الأحوال المدنية والجوازات، وتلك التي يتطلبها استصدار وثائق متعددة، وخدمات متعلقة بالبيانات الجمركية والمتعلقة بالإعفاءات، وموافقات البيع والشراء، إلى جانب خدمات أخرى مرتبطة بتسهيلات الاستثمار، والحصول على مختلف أنواع التراخيص.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية( بترا)، عقب اللقاء، قالت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مجد شويكة، إنه تم اليوم إطلاق البطاقة الذكية، خلال زيارة جلالة الملك إلى دائرة الأحوال المدنية والجوازات، بحيث جاءت زيارة جلالته للتأكد من سلامة النظام المتبع في إصدار هذه البطاقة، والوقوف على الإجراءات العملية للمواطنين المتلقين للخدمة، والتأكد من شعور المواطن بالاستفادة من التكنولوجيا وتوظيفها في الخدمات المقدمة له.
وأشارت إلى أن أول بطاقة ذكية أصدرت اليوم لجلالة الملك، ضمن نظام بطاقة الأحوال المدنية الذكية، التي تتميز باحتوائها على شريحة أضافت التطبيقات المطلوبة، فضلا عن أنها تحتوي على 16 علامة أمنية، تجعلها غير قابلة للتزوير، مضاف إليها بصمات أصابع اليد وأيضا تقنية التوقيع الإلكتروني.
وقالت "إن زيارة جلالته اليوم لدائرة الأحوال المدنية والجوازات كان لها معنى كبير، وتشجيع للمواطنين على استصدار البطاقة الجديدة، وأن هناك سهولة في الإجراءات دون أية تعقيدات".
وأكدت شويكة أن هذه البطاقة تشكل نقلة نوعية في مشروع الحكومة الإلكترونية، تساعد المواطن على إتمام العديد من الإجراءات والمعاملات من خلال هذه البطاقة التي تحتوي على معلومات كافية، فضلا عن ميزة التوقيع الإلكتروني التي ستساعد على إطلاق خدمات إلكترونية عدة.
ولفتت إلى أنه تم اليوم الاطلاع على مدى جاهزية دائرة الأحوال المدنية والجوازات، و إمكانية استعداداتها لتطبيق هذا النظام الجديد، حيث تم تدريب 15 موظفا من كادر الدائرة، ليقوموا بالعمل ومتطلبات هذا النظام بكل كفاءة وجدارة.
وأكدت أن إطلاق البطاقة الذكية خطوة حيوية، ومن المشاريع المهمة للبنية التحتية لأتمتة إجراءات الحكومة الإلكترونية، موضحة أن الحكومة تسعى إلى حصول جميع المواطنين خلال عام على البطاقة الذكية، وسيتم الإعلان قريبا عن آلية استبدال البطاقة القديمة.
و قال مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات، مروان قطيشات، في مقابلة مع (بترا)، "إنه لشرف كبير أن يقوم جلالة الملك شخصيا بزيارة دائرة الأحوال المدنية والجوازات، والحصول على أول بطاقة مدنية ذكية يتم صرفها فعليا، بعد إصدارات تجريبية أجرتها الدائرة خلال الأيام الماضية".
وأعلن ان الأسبوع المقبل سيشهد بدء الصرف الفعلي للبطاقة الذكية من قبل مكاتب الأحوال في مراكز المحافظات ثم الانتقال إلى مختلف مناطق المملكة، التي يغطيها نحو 84 مكتبا للأحوال.
وأضاف ان البطاقة الجديدة هي تطبيق عملي وفعلي للتطور الذي تنتهجه الدول المتقدمة في مجال الإثبات المدني، بحيث أصبحت الوثيقة الشخصية تسند إلى أسس علمية حديثة وفنية وأمنية، وليس للتقدير الشخصي للموظف، بعدما أصبحت بصمة أصابع اليد وقزحية العين هي المحدد لشخصية حامل وثيقة الأحوال المدنية.
وأكد قطيشات أن هذه بطاقة أحوال مدنية بالمطلق، ويمكن استخدامها في الانتخابات، وهو أمر يعود تقديره للهيئة المستقلة للانتخاب، مشددا على أن البطاقة الجديدة تعتمد على المعايير الفنية والتكنولوجية المتقدمة، بحيث لا يمكن لأحد تقليدها أو تزويرها.
وحول بطاقة الأحوال المدنية الحالية، أوضح أنها سارية المفعول، وأن دائرة الأحوال المدنية والجوازات ستنفذ إجراءات تشجع المواطنين على استصدار البطاقة الذكية الجديدة، والتي من الممكن أن تعتمد عليها مختلف المؤسسات والبنوك، وهو ما يزيد من حاجة المواطنين لها، وسيدفعهم لاستبدال القديمة، التي لن يكون هناك فترة محددة لاستبدالها.