"شاومينغ بيغشش ثانوية عامة" صفحة على موقع الفيسبوك، تخصصت في تسريب امتحانات الثانوية العامة في مصر، رغم الإجراءات التي تم اتخاذها سواء بالقبض على 12 مسؤولاً بوزارة التربية والتعليم أو إغلاق صفحات شبيهة وإلقاء القبض على مديريها.
لم تقتصر حالات الغش على مصر فقد كشفت تحقيق أمني عن تورّط كوادر وأساتذة وموظفين بالديوان الجزائري، ورؤساء مراكز الامتحانات في فضيحة تسريب أسئلة امتحانات البكالوريا قبل أيام من انطلاقه، ما أدى لإعادة بعض الامتحانات.
والمغرب لم يكن أفضل حالاً، إذ وقع تسريب لأسئلة امتحانات البكالوريا، قامت على أثرها الشرطة باعتقال 21 مشتبهًا بتهمة تسريب الامتحانات.
هناك العديد من دول العالم التي عانت من أزمة تسريب الأسئلة قبل بداية الامتحانات، فما الإجراءات التي اتبعتها لتجنب تكرار ذلك؟
الصين.. والطائرات دون طيار!
تعرضت الصين لحالات تسريب الامتحانات على نطاق واسع عبر الإنترنت خلال العامين 2014 و2015، وهو ما ترتب عليه إلغاء الامتحانات.
لكن مدينة صينية تمكنت من التوصل إلى حل لتلك المشكلة، حيث قامت بمراقبة الامتحانات بطائرات صغيرة دون طيار ونجحت الخطة وأوقفت الغش الجماعي.
اليابان.. وجهاز مراقبة الموجات
أنشأت اليابان هيئة مستقلة لوضع الامتحانات باسم "الوكالة الإدارية المستقلة"؛ وذلك للقضاء على الغش في الامتحانات خاصة بعد أن ابتكر الطلبة طرقاً جديدة تمكنهم من الحصول على الإجابات، وهذا ما نجحت فيه بالفعل، كما اختصرت فترة الامتحانات في المرحلة الثانوية ليومين فقط من التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً.
إلا أن واقعة غش طالبة بالمرحلة الإعدادية عبر البريد الإلكتروني من هاتفها دفع فريقاً من الباحثين لاختراع جهاز لتحديد أماكن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف المحمولة داخل قاعات الامتحانات.
الهند.. امتحانات بالملابس الداخلية
اتخذت الحكومة الهندية إجراءات غريبة لمنع تسرب الامتحانات والغش، كان من أبرزها قطع خدمات الهواتف والإنترنت خلال وقت الامتحانات، وكان الإجراء الأغرب يتمثل في قيام الجيش الهندي بإجبار مؤدّي امتحانات القبول على خلع ملابسهم والبقاء في اللجان بالملابس الداخلية لتفادي الغش.
وجاءت تلك الإجراءات بعد أن تم إلغاء عدد من الامتحانات بسبب تسربها على مواقع الإنترنت على نطاق واسع عدة مرات.
الإمارات.. والاختبارات الإلكترونية
شهدت الإمارات التي تحتل المركز الأول عربياً والـ45 عالمياً في قائمة جودة النظام التعليمي، بعض وقائع تسريب الامتحانات، إلا أن نظام SIS "إدارة معلومات الطلبة" استطاع أن يحدّ من تلك الوقائع، حيث تنقل عبره الامتحانات من الوزارة إلى المدارس وسط نظام أمني مُحكم.
كما تخطط الإمارات لإجراء الاختبارات المدرسية إلكترونياً بشكل تدريجي بدءاً من العام الدراسي القادم، بحيث يشمل التحديث الجديد رفع سرعة الإنترنت، وزيادة سعة خوادم التخزين ومعالجات البيانات، فضلاً عن تعزيز أنظمة الحماية الرقمية وذلك وفقاً لموقع "الاقتصادي" الإماراتي.
كوريا الجنوبية.. دورات تدريبية للمعلمين
يعتقد الكثيرون أن فساد النظام التعليمي واعتماده على الحفظ دون الفهم "الحشو" السبب الرئيسي وراء الغش وتسريب الامتحانات، ورغم أن ذلك صحيح نسبياً إلا أن ما حدث في كوريا الجنوبية، صاحبة أفضل نظام تعليمي في العالم، أمر مثير للجدل، حيث تم تسريب امتحان التأهيل للجامعة قبل أسبوع من موعده على مدار عامين متتاليين (2013، 2014)، وتم إلغاء الامتحانات نتيجة لذلك.
واتخذت الجهات المسؤولة العديد من الإجراءات، أبرزها تشديد الرقابة الأمنية قبل وخلال أداء الامتحانات، بجانب منح المراقبين على الامتحانات دورات تدريبية لتمكنهم من رصد أي محاولة للغش.
العراق.. قطع الإنترنت عن البلد بأكمله
اتخذت الحكومة العراقية إجراءات لوضع حد لمشكلة تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت بقطع الإنترنت عن الدولة بأكملها بالتزامن مع مواعيد امتحانات طلاب الصف السادس الابتدائي، وبدأت الحكومة في تنفيذ ذلك القرار منذ 2015، وذلك وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام غربية.
والسبب وراء ذلك الإجراء الحاسم مع طلاب الصف السادس الابتدائي، يرجع إلى أن تلك المرحلة التعليمية هي الأهم في العراق، فالقانون العراقي ينص على أن التعليم إلزامي على جميع الأطفال حتى الصف السادس الابتدائي، ومن لا يتمكن من النجاح في تلك المرحلة يتم إخراجه من المدرسة؛ لذا فهي مرحلة مصيرية.
الاحتلال الاسرائيلي والـ45 دقيقة الإلزامية
شهد الكيان المحتل الاسرائيلي هذا العام 4 حالات تسريب للامتحانات ونشرها على الإنترنت، ولمنع تكرار ذلك الأمر تم اتخاذ العديد من التدابير الأمنية، كان أبرزها ضرورة دخول الطلاب إلى قاعات الامتحان قبل بدء الامتحان بـ45 دقيقة، وإرسال نموذج الامتحان عبر الإنترنت إلى المدارس قبل 45 دقيقة من موعد بدء الامتحان، على أن يقوم مسؤولو المدارس بطباعتها وتسليمها للطلبة.