مثلت علاقة فلسطين بالشريف الحسين بن علي - طيب الله ثراه - ، علاقةً خاصةً لما بذله الشريف حسين من جهادٍ في سبيلها ، وقد إمتلكت فلسطين وبيت المقدس مكانةً خاصةً في سيرته ، ومن وثائق الثورة العربية الكبرى ، نقرأ مما جاء في جريدة القبلة في عددها الصادر في الثامن عشر من آذار لعام 1918م ، ففي برقية بعث بها أهالي القدس الشريف إلى الشريف حسين عبرت عن التأييد للثورة العربية الكبرى، ويشكرون فيها الشريف حسين على مساعيه في إنقاذهم بما لحق بهم من جور الاتحاديين.
كما تنقل القبلة في عددها الصادر في الثامن عشر من آذار لعام 1918م ، صوراً للابتهاج بالنهضة العربية في بيت المقدس بقلم أحد المقدسيين، وجاء فيها: فقد عادت دور العلم التي أقفلها الظالمون، ورجعت النوادي التي أغلقها المخربون، ذلك أن الطورانيين كانوا يثيروا الفزع في قلوب المقدسيين،وعادت المدارس للعمل ونشر الروح العربية، ورجع التدريس باللغة العربية ، بما أدى لعودة الروح القومية للمقدسيين.
كما تشير وثيقة أخرى في الخامس عشر من أذار لعام 1919 لبيعة أهل يافا للشريف الحسين بن علي خليفةً للمسلمين وملكاً على العرب، ومما جاء فيها: اجتمع أهالي يافا المسلمون، في جامعها الكبير وبايعت جلالتكم المعظمة بالخلافة الاسلامية، وتليت الأدعية الخيرية لتأييد عرشكم العربي المجيد ورفعت التشكرات للبارىء عز وجل الذي اعاد الخلافة المقدسة الى اصحابها.
وحين بويع الشريف الحسين بالخلافة في عمان في الرابع عشر من أذار لعام 1924 ، وصفت جريدة الشرق العربي بيعة أهل فلسطين بالخلافة من قبل جميع رجالاتها وعلمائها وزعمائها، ومنهم رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الفلسطيني العربي موسى الحسيني، ومفتي القدس الحاج أمين الحسيني وراغب النشاشيبي ، وغيرهم من ممثلي المجتمع الفلسطيني.
وقد كان الشريف حسين أول أول المستجيبين لنداء أهل القدس، بتبرعه بالإعمار الهاشمي الأول للمسجد الأقصى ومساجد أخرى في فلسطين عام 1924 م ، ليحمل لقب صديق الأقصى .
لقد تمسك الشريف الحسين بالحق العربي في فلسطين مفضلا المنفى على التفريط بحقوق العرب والمسلمين ،ويتجلى تعلق الشريف الحسين بفلسطين وحبه لها في انه اوصى بأن يُدفن في رحاب القدس الشريف في الثاني من حزيران لعام 1931م.